(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ) ، بأن نميتك قبل أن نعذبهم ، (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) ، بالقتل بعدك.
(أَوْ نُرِيَنَّكَ) ، في حياتك ، (الَّذِي وَعَدْناهُمْ) ، من العذاب ، (فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) ، قادرون متى شئنا عذبناهم وأراد به مشركي مكة انتقم منهم يوم بدر ، وهذا قول أكثر المفسرين ، وقال الحسن وقتادة : عنى به أهل الإسلام من أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، وقد كان بعد النبي صلىاللهعليهوسلم نقمة شديدة [عليهم](١) في أمته ، فأكرم الله نبيه وذهب به ولم يره في أمته إلّا الذي يقر عينه ، وأبقى النقمة بعده.
[١٨٨٤] وروي أن النبي صلىاللهعليهوسلم أري ما يصيب أمته بعده فما رؤي ضاحكا منبسطا حتى قبضه الله لنفسه.
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤٣).
(وَإِنَّهُ) ، يعني القرآن ، (لَذِكْرٌ لَكَ) ، أي لشرف لك ، (وَلِقَوْمِكَ) ، من قريش ، نظيره : (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) [الأنبياء : ١٠] ، أي شرفكم ، (وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ، عن حقه وأداء شكره.
[١٨٨٥] روى الضحاك عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا سئل لمن هذا الأمر بعدك لم يخبر (٢) بشيء حتى نزلت هذه الآية ، فكان بعد ذلك إذا سئل لمن هذا؟ قال : لقريش.
[١٨٨٦] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا عبد الرحمن بن [أبي](٣) شريح أنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي اثنان».
[١٨٨٧] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا
__________________
[١٨٨٤] ـ ضعيف. أخرجه الطبري ٣٠٨٧٢ عن قتادة مرسلا ، فهو ضعيف.
[١٨٨٥] ـ لا أصل له. ذكره المصنف تعليقا ، وراوية الضحاك هو جويبر بن سعيد ذاك المتروك ، حيث روى تفسيرا كاملا عن الضحاك عن ابن عباس ، وهو مصنوع ، والضحاك لم يلق ابن عباس.
[١٨٨٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
زيد هو ابن عبد الله بن عمر.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٧٤١ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «الجعديات» ٢١٩٥ عن عاصم بن محمد به.
ـ أخرجه البخاري ٢١٩٥ و ٧١٤٠ ومسلم ١٨٢٠ وأحمد ٢ / ٢٩ و ٩٣ و ١٢٨ وأبو يعلى ٥٥٨٩ وابن حبان ٦٢٦٦ و ٦٦٥٥ والبيهقي في «السنن» ٨ / ١٤١ وفي «الدلائل» ٦ / ٥٢٠ ـ ٥٢١ من طرق عن عاصم بن محمد به.
[١٨٨٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ أبو اليمان هو الحكم بن نافع ، شعيب هو ابن دينار.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٣٥٠٠ و ٧١٣٩ عن أبي اليمان بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٩٤ وابن أبي عاصم في «السنة» ١١١٢ من طريق بشر بن شعيب عن أبيه به.
ـ وأخرجه ابن أبي عاصم ١١١٣ من طريق نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري به.
ـ ونعيم بن حماد ، ضعيف لكنه توبع.
ـ وفي الباب من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري ٣٤٩٥ ومسلم ١٨١٨ وأحمد ٢ / ١٦١ و ٢٤٢ وابن حبان ٦٢٦٤ والبغوي في «شرح السنة» ٣٧٣٨ و ٣٧٣٩.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «يجب» والمثبت عن المخطوط.
(٣) زيادة عن «شرح السنة» والمخطوط (أ)