محمد بن إسماعيل حدثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري قال : كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلّا كبّه الله على وجهه ما أقاموا الدين».
وقال مجاهد : القوم هم العرب ، فالقرآن لهم شرف إذ نزل بلغتهم ، ثم يختص بذلك الشرف الأخص فالأخص من العرب ، حتى يكون الأكثر لقريش ولبني هاشم.
وقيل : (ذكر لك) شرف لك بما أعطاك من الحكمة (ولقومك) المؤمنين بما هداهم الله به ، (وسوف تسألون) عن القرآن وعمّا يلزمكم من القيام بحقه.
(وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (٤٥) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٦) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ (٤٧) وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤٨) وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (٤٩) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠))
قوله عزوجل : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) (٤٥) ، اختلفوا في هؤلاء المسئولين (١).
[١٨٨٨] قال عطاء عن ابن عباس : لما أسري بالنبي صلىاللهعليهوسلم بعث الله له آدم وولده من المرسلين ، فأذّن جبريل ثم أقام ، وقال : يا محمد تقدم فصلّ بهم ، فلما فرغ من الصلاة قال له جبريل (٢) : يا محمد (وَسْئَلْ (٣) مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) الآية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا أسأل فقد اكتفيت».
وهذا قول الزهري وسعيد بن جبير وابن زيد ، قالوا : جمع الله له الرسل (٤) ليلة أسري به وأمره أن يسألهم فلم يشك ولم يسأل.
وقال أكثر المفسرين : سل مؤمني أهل الكتاب الذين أرسلت إليهم الأنبياء هل جاءتهم الرسل إلّا بالتوحيد؟ وهو قول ابن عباس في سائر الروايات ، ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي والحسن (٥) [والقائلين بذلك] استدلوا عليه بقراءة (٦) عبد الله وأبي : «واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا» ، ومعنى
__________________
ـ وحديث جابر عند البخاري ٤٨١٨ والترمذي ٣٢٥١ وأحمد ١ / ٢٢٩ و ٢٨٦ وابن حبان ٦٢٦٣ والبغوي في «شرح السنة» ٣٧٤٠.
[١٨٨٨] ـ ضعيف جدا بهذا اللفظ. ذكره المصنف تعليقا ، فهو واه. ولم أره عند غير المصنف ، حتى السيوطي لم يذكره في «الدر» ولابن كثير في تفسيره ، وورد عن عبد الرحمن بن زيد قوله ، أخرجه الطبري ٣٠٨٨٧ وهذا مرسل ؛ وابن زيد متروك ، فالخبر واه بمرة.
ـ وكونه صلى عليهالسلام بالأنبياء ليلة الإسراء صحيح ، وتقدم.
(١) تصحف في المخطوط (ب) إلى «المشركين».
(٢) في المطبوع والمخطوط (أ) «سل يا محمد» والمثبت عن المخطوط (ب)
(٣) زيادة عن المخطوط (ب)
(٤) في المطبوع «المرسلين» والمثبت عن المخطوط.
(٥) زيد في المطبوع «ومقاتل».
(٦) في المطبوع والمخطوط (أ) «يدل عليه قراءة» والمثبت عن المخطوط (ب)