(تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ) [١٨٩٦] وفي الحديث : «لا ينزع رجل من الجنة من ثمرها إلّا نبت مكانها مثلاها».
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ) ، المشركين ، (فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦) وَنادَوْا يا مالِكُ) ، يدعون خازن النار ، (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ، ليمتنا ربك فنستريح فيجيبهم مالك بعد ألف سنة ، (قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) ، مقيمون في العذاب.
[١٨٩٧] أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة [حدثنا محمد بن أحمد بن الحارث](١) أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة يذكره عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ، ثم يرد عليهم إنكم ماكثون ، قال : هانت والله دعوتهم على مالك وعلى رب مالك ، ثم يدعون ربهم فيقولون : ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ، قال : فيسكت عنهم قدر الدنيا مرتين ، ثم يرد عليهم اخسئوا فيها ولا تكلمون ، قال : فو الله ما نبس القوم بعدها بكلمة وما هو إلّا الزفير والشهيق في نار جهنم تشبه أصواتهم بأصوات الحمير أولها زفير وآخرها شهيق.
(لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِ) ، يقول أرسلنا إليكم يا معشر قريش رسولنا بالحق ، (وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ).
(أَمْ أَبْرَمُوا) ، أم أحكموا ، (أَمْراً) ، في المكر برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، (فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) ، محكمون أمرا في مجازاتهم ، قال مجاهد : إن كادوا شرا كدتهم مثله.
(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) ، ما يسرونه من غيرهم ويتناجون به بينهم ، (بَلى) ، نسمع ذلك ونعلمه ، (وَرُسُلُنا) ، أيضا من الملائكة يعني الحفظة ، (لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٨١) ، يعني إن كان للرحمن ولد في قولكم وعلى زعمكم ، فأنا أول من عبده بأنه واحد لا شريك له ولا ولد. وروي عن ابن عباس : (إِنْ كانَ) أي ما كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين الشاهدين له بذلك ، جعل : (إِنْ) بمعنى الجحد : وقال السدي : معناه لو كان للرحمن ولد فأنا أول من أعبده
__________________
[١٨٩٦] ـ ضعيف. أخرجه البزار ٣٥٣٠ والطبراني في «الكبير» ١٤٤٩ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٣٤٥ من طريق ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مرفوعا.
ـ ومداره على ريحان بن سعيد ، وهو لين ، وشيخه عباد ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن الجنيد والساجي ، ثم هو مدلس.
ـ وقال الهيثمي في «المجمع» ١٠ / ٤١٤ : رواه الطبراني والبزار ، ورجال الطبراني ، وأحد إسنادي البزار ثقات!؟
[١٨٩٧] ـ موقوف. رجاله ثقات مشاهير ، وهو صحيح إن كان قتادة سمعه من أبي أيوب ، فإن قتادة مدلس ، وساقه بصيغة تدل على عدم سماعه ، وبكل حال هو أثر.
ـ قتادة هو ابن دعامة ، أبو أيوب هو يحيى بن مالك ، وقيل : حبيب بن مالك.
ـ وهو في «الزهد» ٣١٩ «زيادات نعيم بن حماد» عن سعيد بن أبي عروبة بهذا الإسناد.
ـ الخلاصة : هو موقوف ، والأشبه أنه متلقى عن أهل الكتاب ، فقد وقع لعبد الله زاملتان عن أهل الكتاب يوم اليرموك ، فكان يحدث بهما.
(١) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع واستدرك من المخطوط.