فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (٣٥))
(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ) ، فيقال لهم ، (أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ) ، أي فيقال لهم ، (فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ).
(فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) ، قال ابن عباس : ذوو الحزم. وقال الضحاك : ذوو الجد والصبر.
واختلفوا فيهم ، فقال ابن زيد : كل الرسل. كانوا أولي عزم لم يبعث لله نبيا إلّا كان ذا عزم وحزم ، ورأي وكمال عقل ، وإنما أدخلت من للتجنيس لا للتبعيض كما يقال : اشتريت أكسية من الخز وأردية من البز وقال بعضهم : الأنبياء كلهم أولو عزم إلّا يونس بن متى لعجلة كانت منه ، ألا ترى أنه قيل للنبي صلىاللهعليهوسلم : (لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) [القلم : ٤٨] ، وقال قوم : هم نجباء الرسل المذكورين في سورة الأنعام [٩٠] وهم ثمانية عشر لقوله تعالى بعد ذكرهم : (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام :٩٠].
وقال الكلبي : هم الذين أمروا بالجهاد وأظهروا المكاشفة مع أعداء الدين. وقيل : هم ستة نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى ، عليهمالسلام ، وهم المذكورون على النسق في سورة الأعراف والشعراء.
وقال مقاتل : هم ستة نوح صبر على أذى قومه ، وإبراهيم صبر على النار ، وإسحاق صبر على الذبح ، ويعقوب صبر على فقد ولده وذهاب بصره ، ويوسف صبر على البئر والسجن ، وأيوب صبر على الضر ، وقال ابن عباس وقتادة : هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى أصحاب الشرائع ، فهم مع محمد صلىاللهعليهوسلم خمسة ، قلت : ذكرهم الله على التخصيص في قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) [الأحزاب : ٧] ، وفي قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً) [الشورى : ١٣] الآية.
[١٩٣٢] أخبرنا أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الفارسي ثنا أبو ذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ الحافظ أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم أنا محمد بن الحجاج أنا السري بن حيان أنا عباد بن عباد (١) ثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق قال : قالت عائشة قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد ، يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم إلّا بالصبر على مكروهها ، والصبر على مجهودها ولم يرض إلّا أن كلفني ما كلفهم ، وقال : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) وإني والله لا بدّ لي من طاعته ، والله لأصبرن كما صبروا وأجهدنّ
__________________
[١٩٣٢] ـ إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد ، وجهالة السّري بن حيان ، حيث ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» من غير جرح أو تعديل.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٩٤١ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ١١٦ ـ ١١٧ من طريق ابن أبي حاتم بهذا الإسناد.
ـ وعلّقه أبو الشيخ في «أخلاق النبي صلىاللهعليهوسلم» ٨٤٥ بقوله : قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن الحجاج ... بهذا الإسناد.
(١) في المخطوط (ب) «عياد بن عياد».