الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨) وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩))
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) ، الآية.
[١٩٩٩] نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بني المصطلق بعد الوقعة مصدقا وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية ، فلما سمع به القوم تلقوه تعظيما لأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهمّ أن يغزوهم ، فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقالوا : يا رسول الله سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلناه من حق الله عزوجل ، فبدا له الرجوع ، فخشينا أنه إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله ، فاتهمهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبعث خالد بن الوليد إليهم خفية في عسكر وأمره أن يخفي عليهم قدومه ، وقال له : انظر فإن رأيت منهم ما يدل على إيمانهم فخذ منهم زكاة أموالهم ، وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما تستعمل في الكفار ، ففعل ذلك خالد ووافاهم (١) فسمع منهم أذان صلاتي المغرب والعشاء ، فأخذ منهم صدقاتهم ولم ير منهم إلّا الطاعة والخير ، فانصرف إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأخبره الخبر ، فأنزل الله
__________________
[١٩٩٩] ـ جيد. أخرجه أحمد ٤ / ٢٧٩ والطبراني في «الكبير» ٣٣٩٥ والواحدي في «أسباب النزول» ٧٦٠ من حديث الحارث بن ضرار.
ـ قال الهيثمي في «المجمع» ٧ / ١١٣٥٢ : رجال أحمد ثقات.
ـ وقال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٢٠٩ : هذا الحديث أحسن ما روي في هذه القصة ا ه.
ـ وأخرجه الطبراني في «الأوسط» ٣٨٠٩ من حديث جابر ، وإسناده ضعيف ، لضعف عبد الله بن عبد القدوس وبه أعله الهيثمي في «المجمع» ٧ / ١١٣٥٥.
ـ وورد من حديث علقمة بن ناجية :
ـ أخرجه الطبراني ١٧ / ٦ ـ ٨ وإسناده ضعيف ، لضعف يعقوب بن كاسب ، لكن توبع كما ذكر الهيثمي في «المجمع» ١١٣٥٤.
ـ وورد من حديث أم سلمة :
ـ أخرجه الطبراني في «الكبير» ٢٣ / ٤٠١ وقال الهيثمي ١١٣٥٧ : فيه موسى بن عبيدة ، وهو ضعيف.
ـ وورد عن قتادة مرسلا.
أخرجه الطبري ٣١٦٨٨.
ـ وورد من مرسل يزيد بن رومان :
ـ أخرجه الطبري ٣١٦٩٢.
ـ وورد من مرسل ابن أبي ليلى :
أخرجه الطبري ٣١٦٩٠ و ٣١٦٩١.
ـ فالحديث بهذه الشواهد الموصولة والمرسلة يتقوى ويرقى إلى درجة الحسن الصحيح والله أعلم.
ـ وانظر مزيد الكلام عليه في «أحكام القرآن» لابن العربي ١٩٨٦ و «الكشاف» ١٠٦٦ بتخريجي ، والله الموفق.
(١) في المطبوع «واقاهم» والمثبت عن المخطوط.