دليله قوله تعالى : (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ) [النور : ٤١].
قوله تعالى : (فَالزَّاجِراتِ زَجْراً) (٢) ، يعني [الملائكة](١) تزجر السحاب وتسوقه ، وقال قتادة : هي زواجر القرآن تنهى وتزجر عن القبائح (٢).
(فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) (٣) ، هم الملائكة يتلون ذكر الله عزوجل. وقيل : هم جماعة قراء القرآن وهذا كله قسم أقسم الله تعالى به ، وموضع (٣) القسم :
قوله : (إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ) (٤) ، وقيل : فيه إضمار ، أي وربّ الصافات والزاجرات والتاليات ، وذلك أن كفار مكة قالوا : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) [ص : ٥]؟ فأقسم الله بهؤلاء [إن إلهكم لواحد](٤).
(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ) (٥) ، أي مطالع الشمس [قيل أراد به المشارق والمغارب كما قال في موضع آخر [(فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ)](٥) [المعارج : ٤٠] ، فإن قيل : قد قال في موضع : (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) [المعارج : ٤٠] ، وقال في موضع [آخر](٦)(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (١٧) [الرحمن : ١٧] ، وقال في موضع : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) [المزمل : ٩] ، فكيف وجه التوفيق بين هذه الآيات؟ قيل : أما قوله : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) [المزمل : ٩] ، أراد به جهة المشرق وجهة المغرب. وقوله : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (١٧) [الرحمن : ١٧] أراد مشرق الشتاء ومشرق الصيف ، وأراد بالمغربين : مغرب الشتاء ومغرب الصيف. وقوله : (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) [المعارج : ٤٠] ، أراد الله تعالى أنه خلق للشمس ثلاثمائة وستين كوة في المشرق وثلاثمائة وستين كوة في المغرب على عدد أيام السنة ، تطلع الشمس منها من ذلك اليوم إلى العام المقبل ، فهي وتغرب في كوة منها لا ترجع إلى الكوة التي تطلع الشمس منها من ذلك اليوم إلى العام المقبل ، فهي المشارق والمغارب ، وقيل : كل موضع شرقت عليه الشمس فهو مشرق وكل موضع غربت عليه الشمس فهو مغرب ، كأنه أراد [به](٧) رب جميع ما شرقت عليه الشمس وغربت.
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) (٦) ، قرأ عاصم ، وبرواية أبي بكر بزينة منونة ، الكواكب نصب أي بتزييننا الكواكب وقرأ حمزة وحفص بزينة منونة الكواكب خفضا على البدل ، أي بزينة بالكواكب ، أي زيناها بالكواكب. وقرأ الآخرون (بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) ، بلا تنوين على الإضافة. قال ابن عباس : بضوء الكواكب.
(وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (٧) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (٨) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (٩) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (١٠) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (١١))
(وَحِفْظاً). أي حفظناها حفظا. (مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) ، متمرد يرمون بها.
(لا يَسَّمَّعُونَ) ، قرأ حمزة والكسائي وحفص (يَسَّمَّعُونَ) بتشديد السين والميم ، أي : لا يتسمعون ،
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من «المطبوع» والمثبت عن المخطوط و «ط».
(٢) في المخطوط «القبيح» والمعنى واحد.
(٣) في المطبوع «وجواب» والمثبت عن «ط» والمخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع واستدرك من «ط» والمخطوط.
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) زيادة عن المخطوط.