محمد بن إسماعيل أنا علي بن عبد الله أنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلّا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن».
وقال الكسائي : (وَمِنْ دُونِهِما) أي أمامهما وقبلهما ، يدل عليه قول الضحاك : الجنتان الأوليان من ذهب وفضة والأخريان من ياقوت.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٣) مُدْهامَّتانِ (٦٤)) ، ناعمتان سوداوان من ريّهما (١) وشدة خضرتهما ، لأن الخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد ، يقال : ادهامّ الزرع إذا علاه السواد ريا ادهيماما فهو مدهام.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٥) فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ (٦٦)) ، فوارتان بالماء لا تنقطعان والنضخ فوران الماء من العين.
قال ابن عباس : تنضخان بالخير والبركة على أهل الجنة ، وقال ابن مسعود : تنضخان بالمسك والكافور على أولياء الله. وقال أنس بن مالك : تنضخان بالمسك والعنبر في دور أهل الجنة كطش المطر.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٧) فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٩) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧١) حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦))
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٧) فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨)) ، قال بعضهم : ليس النخل والرمان من الفاكهة والعامة على أنهما (٢) من الفاكهة ، وإنما أعاد ذكر النخل والرمان وهما من جملة الفواكه للتخصيص والتفصيل ، كما قال تعالى (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) [البقرة : ٩٨].
[٢٠٩٦] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث أنا
__________________
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٧٦.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٧٤٤٤ عن علي بن عبد الله بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٤٨٧٨ و ٤٨٨٠ ومسلم ١٨٠ والترمذي ٢٥٢٨ وابن ماجه ١٨٦ وابن أبي عاصم في «السنة» ٦١٣ وأحمد ٤ / ٤١١ والدولابي في «الكنى» ٢ / ٧١ وابن أبي داود في «البعث» ٥٩ وابن خزيمة في «التوحيد» ص ١٦ وابن حبان ٧٣٨٦ والبيهقي في «الاعتقاد» ص ١٣٠ والبغوي في «شرح السنة» ٤٢٧٥ والذهبي في تذكرة «الحفاظ» ١ / ٢٧٠ من طرق عن عبد العزيز بن عبد الصمد به.
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٤١٦ وابن أبي شيبة ١٣ / ١٤٨ والدارمي ٢ / ٣٣٣ والطيالسي ٥٢٩ وابن مندة في «التوحيد» ٧٨١ من طريق أبي قدامة الحارث بن عبيد عن أبي عمران الجوني به وأتم منه.
[٢٠٩٦] ـ موقوف صحيح. إسناده صحيح على شرط مسلم.
ـ حماد هو ابن أبي سليمان ، تفرد عنه مسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٨٠ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٤٧٥ من طريق الثوري به.
ـ وصححه على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي.
ـ وهو في «الزهد» لابن المبارك ١٤٨٨ عن سفاين عن حماد عن سعيد بن جبير قوله.
(١) تصحف في المطبوع إلى «ربهما».
(٢) في المطبوع «أنها» والمثبت عن المخطوط.