مع أوريا زوج المرأة التي تزوجها داود حيث كان لداود تسع وتسعون امرأة ولأوريا امرأة واحدة فضمها إلى نسائه (١).
(قالَ) ، أي قال داود : (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ) ، أي بسؤاله نعجتك ليضمها إلى نعاجه ، فإن قيل كيف قال لقد ظلمك ولم يكن سمع قول صاحبه؟ ـ قيل معناه إن كان الأمر كما تقول فقد ظلمك ، وقيل : قال ذلك بعد اعتراف صاحبه بما يقول. (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ) ، الشركاء ، (لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) ، يظلم بعضهم بعضا ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، فإنهم لا يظلمون أحدا. (وَقَلِيلٌ ما هُمْ) ، أي قليل هم و «ما» صلة يعني الصالحين الذين لا يظلمون قليل ، قالوا : فلما قضى بينهما داود نظر أحدهما إلى صاحبه فضحك وصعد إلى السماء ، فعلم داود أن الله تعالى ابتلاه ، وذلك قوله : (وَظَنَّ داوُدُ) ، أيقن وعلم ، (أَنَّما فَتَنَّاهُ) ، إنما ابتليناه.
وقال السدي بإسناده : إن أحدهما لما قال : (إِنَّ هذا أَخِي) الآية قال داود للآخر : ما تقول؟ فقال : إن لي تسعا وتسعين نعجة ولأخي نعجة واحدة وأنا أريد أن آخذها منه فأكمل نعاجي مائة ، قال وهو كاره : إذا لا ندعك وإن رمت ذلك ضربت منك هذا وهذا ، وهذا يعني طرف الأنف وأصله والجبهة ، فقال : يا داود أنت أحق بذلك حيث لم يكن لأوريا إلّا امرأة واحدة ، ولك تسع وتسعون امرأة ، فلم تزل تعرضه للقتل حتى قتل وتزوجت امرأته ، فنظر داود فلم ير أحدا فعرف ما وقع فيه (٢).
وقال القائلون بتنزيه الأنبياء في هذه القصة : إن ذنب داود إنما كان أنه تمنى أن تكون امرأة أوريا حلالا له ، فاتفق غزو أوريا وتقدمه في الحرب وهلاكه ، فلما بلغ قتله داود لم يجزع عليه كما جزع على غيره من جنده إذا هلك ، ثم تزوج امرأته فعاتبه الله على ذلك لأن ذنوب الأنبياء وإن صغرت فهي عظيمة عند الله.
وقيل : كان ذنب داود أن أوريا كان خطب تلك المرأة ووطن نفسه عليها ، فلما غاب في غزاته خطبها داود فتزوجت منه لجلالته ، فاغتم (٣) لذلك أوريا فعاتبه الله على ذلك حيث لم يترك هذه الواحدة لخاطبها وعنده تسع وتسعون امرأة.
[١٨٠٥] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي قال : ومما يصدق ما ذكرنا عن المتقدمين ما أخبرني عقيل بن محمد بن أحمد الفقيه أن المعافى بن زكريا القاضي ببغداد أخبره عن محمد بن جرير الطبري ، قال : حدثني يونس بن عبد الأعلى الصيرفي أنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر عن يزيد الرقاشي
__________________
[١٨٠٥] ـ موضوع. إسناده ضعيف جدا ، ابن لهيعة ضعيف الحديث ، وشيخه أبو صخر فيه ضعف ، ويزيد واه ، روى مناكير كثيرة ، وهذا أنكرها.
ـ ابن وهب هو عبد الله ، ابن لهيعة هو عبد الله أيضا ، أبو صخر هو حميد بن زياد.
ـ يزيد هو ابن أبان.
ـ وهو في «تفسير الطبري» ٢٩٨٥٩ عن يونس بهذا الإسناد.
ـ وهو حديث موضوع بلا ريب ، بل هو من الإسرائيليات ، وانظر «تفسير الشوكاني» ٢١٣٧ بتخريجي.
(١) هو من الإسرائيليات.
(٢) هو كسابقه.
(٣) في المطبوع «فاغتنم» والمثبت عن المخطوط.