إذا قلنا نقص قطر الوعاء وزيادة تقلصه يؤدي إلى بطء الدوران في المنطقة كما لو شبهنا الأمر بمرور السيارات في شارع عريض كما في شارع بيروت في دمشق فإن السيارات بامكانها أن تمشي بسرعة بينما إذا كانت السيارة في شارع ضيق كسوق ساروجة مثلاً حيث ازدحام السيارات والناس وضيق الطريق ، فإن السائق لا يستطيع أن يمشي إلا بمنتهى البطء حتى لا يقع في حادث. فكيف الأمر إذا كانت السيارات تمشي في طرق الأوتوستراد العريض الذي يصل إلى المطار مثلاً ، إن هذا يحدث ما يشبهه على مستوى أوعية الجسم حيث يؤدي زيادة تقلص الأوعية إلى بطء مرور الدم ، وبالتالي حدوث الخثرات ، كما إذا تعاقبت السيارات الكثيرة مع ازدحام الناس والعربات والأطفال والإغراض المعروضة على الرصيف أمام الحوانيت!! فلا بد من حدوث بعض الحوادث كذلك يحدث أمر الخثرة حيث ترتص عناصر الدم على بعضها ولكن الرعب يكمن فيما إذا تصورنا حدوث هذا الأمر في أحد شرايين الدماغ خاصة وقد علمنا أن شرايين الدماغ انتهائية وليس فيها مفاغرات جانبية ، ان هذا الكلام معناه انسداد شريان يغذي منطقة هي من أكثر المناطق رقياً ونبلاً وأهمية وحيوية في الجسم ومعنى انقطاع التروية عن منطقة عصبية الموت الأخير والنهائي للمنطقة ، وهكذا تظهر النتائج اما بشكل فالج شقي يشمل نصف الجسم بما فيه الوجه حيث ترتخي الأطراف وينسدل الجفن ويلتوي الفك وينحرف اللسان ويضطرب الصوت وتخرج المفرزات من الفم!! أو يحدث الأمر بشكل نقص الحس أو انعدامه في الجسم ، فإذا وخز بإبرة أو دبوس لم يشعر بذلك ، وإذا أحرقت قدمه لم يشعر بذلك ، وإذا قطع جلده لم ينتبه إلى أن قطعة من جسده تقطع!! وهكذا حسب المناطق التي تصيبها هذه الانسدادات ، وما أفظعها من نتائج لا يعرفها حق المعرفة إلا من رآها حيث يتمنى المريض