الإطبقا عند البلع على الحفر الأنفية الخلفية أو ما يسمى بالبلعوم الأنفي لأن تقاطع الطرق الذي ذكرناه في منتهى الاهمية حيث أن اللقمة عندما تصل إلى مؤخرة اللسان أمامها أحد طرق ثلاثة : الحفر الانفية الخلفية ، والرغامى أول طريق الرئتين ، والمري وهو الطريق الذي يجب أن تسلكه فكيف سيتم إدخال هذه اللقمة البسيطة إلى مأمنها الوحيد؟ تشترك عدة أعضاء فشراع الحنك يغلق الفوهتين الانفيتين الخلفيتين ( وهما امتداد الحفر الانفية ) ويتقدم شرطي المرور وهو لسان المزمان فيغلق الفوهة التنفسية من الأعلى ، ويتحرك اللسان وكأنه اللوح الخشبي الطريق للفران فيقذف باللقمة بشكل فني إلى مقدمة المري ومؤخرة البلعوم فتتلقفها عضلات البلعوم وهي تهتف لهذا العمل الرائع!! ثم لا تلبث أن تنقبض عضلات البلعوم الاولى وترتخي العضلات التي تحتها مباشرة فتنزلق اللقمة الطعامية إلى أسفل ، وإذا بالعضلات التي ارتخت قبل لحظات تنقبض على اللقمة الطعامية ويسترخي ما تحتها من العضلات مباشرة وهكذا تتقدم اللقمة الطعامية خطوة أخرى حتى تصل إلى المعدة ، حقاً انها أسرار وأمور في منتهى الدقة والابداع.
وبهذه الطريقة نفهم كيف أن اصابة الفرع المنعكس من العصب المبهم يؤدي إلى قذف السوائل المبتلعة من الانف لان شراع الحنك لا يغلق الفوهتين الأنفيتين الخلفيتين أو ما يسمى بالبلعوم الأنفي وهكذا يقذف اللسان بالأطعمة والسوائل الى الطريق الأول بدلاً من الطريق الثالث كما يحدث للسائق الغريب عندما يمر في بلدة ما ولا يعثر على الإشارات التي تدله على طريقه فيضل ويسلك طريقاً آخر يخالف ما عزم عليه!!
وأما العصب الحادي عشر فهو يختص بتقويم الرقبة وانعطافها بفعل عضلتين في كل جانب تسمى الأولى بالعضلة القصيّة الترقوية الخشائية لأنها تتثبت على ثلاث مناطق حتى تتقوم الرقبة تماماً وتنعطف بالاضافة إلى