كبير ، ولكن إذا اقترب المنظر فكيف يمكن للعين أن تتابع الرؤية بشكل واضح؟ يقوم الجسم البللوري ، بشكل آلي ، بزيادة تحدب وجهه على القدر المناسب مع المسافة المناسبة وهكذا يزداد جمع الاشعة وبالتالي توضعها على الشبكية تماماً ، ورؤية الخيال بشكل واضح ، وحتى لا تتأذى العين تشترك الحدقة في هذا الفعل أيضاً بشكل جميل فالقزحية تحتوي في الأمام على خلايا تحتوي على الصباع بكمية كبيرة مما يعطي العين اللون المناسب وهو متعلق بالوراثة ، ويحوي بعد ذلك طبقتين من الألياف العضلية. النوع الأول : عضلات دائرية ، أي تحيط بالحدقة على شكل دوائر. والنوع الثاني : يصعد من الحدقة كالأشعة ، ولذا سميت بالعضلات الشعاعية ، والآن فما هو دور هذه العضلات الموزعة بهذا الشكل الجميل وكأنه تخطيط جميل لزهرة في الربيع!!
إن العضلات الدائرية يسيطر عليها العصب نظير الودي ، والعضلات الشعاعية يؤثر عليها العصب الودي ، وهذان العصبان متنافسان دوماً في السابق على الجسم ، وكل منهما يعاكس عمل الآخر دوماً ، وكأنهما الشريكان المتشاكسان المتفاهمان!! لأن التوازن ينشأ من شد وجذب كلا العصبين ، كما أن الجسم البللوري يتمدد ويتحدب بشكل آلي حسب قربي الشيء المنظر وبعده ، فإن الحدقة تنقبض وتتوسع حسب القرب والبعد وحسب درجة الإضاءة أيضاً لأن دخول كمية زائدة من النور إلى العين معناه فساد جهاز التصوير في غرفة التصوير هذه ، وكل منا يعرف لماذا يحرص المصور على بقاء الغرفة معتمة عند تحميض الصور لأن العين تلتقط الصورة وتحمضها بنفس الوقت. فاذا كان الجسم قريباً فهو يرى ولو كانت فتحه الرؤيا صغيرة ولذا تضيق الحدقة ، وإذا كان الجسم بعيداً احتاج الى رؤية واسعة ماسحة ولذا توسعت الحدقة ، وأما كيف يتم ضيق الحدقة وتوسعها بواسطة العضلات فهذا يتم بواسطة العصب الودي