يَخْلُقُوا ذُباباً). ولن تفعلوا. قال ابن مالك : وحمله على ذلك اعتقاده فى (لَنْ تَرانِي) أنّ الله لا يرى.
وردّه غيره بأنها لو كانت للتأييد لم يقيّد منفيها باليوم فى (١) : «لن (أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) ، ولم يصح التوقيت فى (٢) : «لن (أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي). ((٣) لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) ، ولكان ذكر الأبد فى (٤) : (لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً) ـ تكرار. والأصل عدمه. واستفادة التأييد فى (٥) : (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) ونحوه ، من خارج.
ووافقه على إفادة التأييد ابن عطية. وقال فى قوله : لن ترانى : لو أبقينا على هذا النفى لتضمن أن موسى لا يراه أبدا ولا فى الآخرة ، لكن ثبت فى الحديث المتواتر أن أهل الجنة يرونه.
وعكس ابن الزملكانى مقلة الزمخشرى ؛ فقال إن «لن» لنفى ما قرب وعدم امتداد النفى ؛ و «لا» يمتد معها النفى. قال : وسرّ ذلك أن الألفاظ مشاكلة للمعانى ، ولأن آخرها الألف فاللام (٦) يمكن امتداد الصوت بهما بخلاف النون ، فطابق كلّ لفظ معناه. قال : ولذلك أتى بلن حيث لم يرد به النفى مطلقا ، بل فى الدنيا حيث قال : لن ترانى ، وبلا فى قوله : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) حيث أراد نفى الإدراك على الإطلاق. وهو مغاير للرؤية.
وترد للدعاء ؛ وخرج عليه (٧) : (رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ).
__________________
(١) مريم : ٢٦
(٢) يوسف : ٨٠
(٣) طه : ٩١
(٤) البقرة : ٩٥
(٥) الحج : ٧٣
(٦) فى الإتقان (٢ ـ ٢٣٦) : والألف يمكن امتداد الصوت بها.
(٧) القصص : ١٧