الثالث ـ أن تكون للاستفهام ؛ ذكره الهروى ، وجعل منه (١) : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي). ((٢) لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ). والظاهر أنهما فيهما بمعنى هلّا (٣).
الرابع ـ أن تكون للنفى ؛ ذكره الهروى أيضا ، وجعل منه (٤) : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها) ؛ أى فما آمنت قرية ؛ أى أهلها عند مجىء العذاب فنفعها إيمانها. والجمهور لم يثبتوا ذلك ، وقالوا : المراد فى الآية التوبيخ على ترك الإيمان قبل مجىء العذاب. ويؤيّده قراءة أبىّ : فهلّا. والاستثناء حينئذ منقطع.
فائدة
نقل عن الخليل أن جميع ما فى القرآن من (لَوْ لا) فهى بمعنى هلا ، إلّا (٥) : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ). وفيه نظر لما تقدّم من الآيات. وكذا قوله (٦) : (لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) : «لو (لا) فيه امتناعية جوابها محذوف ؛ أى لهمّ بها ، أو لواقعها. وقوله (٧) : (لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا). وقوله (٨) : (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) ؛ أى لأبدت به ، فى آيات أخرى.
قال ابن أبى حاتم : حدثنا موسى الخطمى ، حدثنا هارون بن أبى حاتم ، حدثنا عبد الرحمن بن أبى (٩) حماد ، عن أسباط ، عن السدى ، عن أبى مالك ، قال :
__________________
(١) المنافقون : ١٠
(٢) الأنعام : ٨
(٣) فى البرهان (٤ ـ ٣٧٨) : والظاهر أن الأولى للعرض ، والثانية مثل : لو لا جاءوا عليه بأربعة شهداء. أى للتوبيخ والتنديم.
(٤) يونس : ٩٨
(٥) الصافات : ١٤٣ ، ١٤٤
(٦) يوسف : ٢٤
(٧) القصص : ٨٢
(٨) القصص : ١٠
(٩) فى الإتقان : عبد الرحمن بن حماد.