(مَخْمَصَةٍ (١)) : مجاعة.
(مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ (٢)) : ثبّتناهم فيها وملكناهم ؛ والضمير عائد على القرن (٣) ؛ لأنه فى معنى الجماعة.
(مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ (٤)) : فى هذه الآية ردّ على النصارى الذين غلوا فيه ، وقالوا : إنه ابن الله. فردّ الله عليهم بأنه عبده (٥) وكلمته التى هى كن من غير واسطة أب ولا نطفة ، (وَرُوحٌ مِنْهُ) ؛ أى ذو روح منه ؛ فمن هنا لابتداء الغاية. والمعنى من عنده ؛ وجعله من عنده ، لأنه أرسل به جبريل إلى مريم عليهاالسلام.
(مائِدَةً (٦)) : هى التى عليها طعام ؛ فإن لم يكن عليها طعام فهى خوان.
فإن قلت : ظاهر سؤالهم نزول المائدة من عيسى عليهالسلام يقتضى شكهم فى قدرة الله على إنزالها.
والجواب أنهم لم يشكّوا فى قدرة الله ، لكنه بمعنى هل يفعل ربّك هذا؟ وهل تقع منه إجابة [١٤٧ ب] إلينا؟ لأن الله أثنى على الحواريّين فى مواضع من كتابه ، مع أن فى اللفظ بشاعة تنكر.
وقد قرئ : تستطيع ربّك ـ بالنصب ؛ أى هل تستطيع سؤال ربّك ؛ وهذه القراءة لا تقتضى أنهم شكّوا ، وبها قرأت عائشة رضى الله عنها ، وقالت : كان الحواريون أعرف بربّهم من أن يقولوا : هل يستطيع ربك أن ينزّل علينا
__________________
(١) المائدة : ٣
(٢) الأنعام : ٦
(٣) فى الآية نفسها : أو لم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن ...
(٤) المائدة : ٧٥
(٥) النساء : ١٧١
(٦) المائدة : ١١٢