نقلها متواتر والذى «حصل للنبى أولا الماء القليل أو الطعام القليل ثم كثرة ولم يخترع من بدء الأمر من العدم إلى الوجود الماء الكثير أو الطعام الكثير ... ليعلم أن الموجد هو الله .. وإن كان التكثير أيضا فى الحقيقة من جانب الله كالإيجاد» (١).
وهكذا فعل الأنبياء كما يظهر من معجزة اليشع فى تكثير «عشرين رغيفا من شعير وسويق» (٢) حتى شبع مائة رجل وفضل عنهم ومن معجزة المسيح فى تكثير خمسة أرغفة وسمكتين : «فأكل الجميع وشبعوا ... والآكلون نحو خمسة آلاف (٣).
٣ ـ تسبيح الحصى :
فعن أنس قال : «أخذ النبى «صلىاللهعليهوسلم» كفا من حصى فسبحن فى يد رسول الله «صلىاللهعليهوسلم» حتى سمعنا التسبيح» (٤).
ومع أن «آحاد هذه المعجزات لا يثبت تواترا لكن مجموعها يفيد العلم قطعا لاختصاصه بخوارق العادات كما أن آحاد البذل من حاتم ـ الطائى ـ لا تثبت تواترا ولكن مجموعها يفيد العلم على الضرورة بسخائه وكذلك القول فى جسارة أمير المؤمنين علىّ وشجاعته» (٥).
وقوع هذه الأحداث إذن من نبينا «صلىاللهعليهوسلم» معلوم ضرورة كما يعلم ضرورة وجود حاتم الطائى وكرمه وشجاعة الإمام علىّ لاتفاق الأخبار عن كل واحد منهما على كرم هذا وشجاعة ذلك.
كما أن «فى استسقاء النبى وفى إخباره عن المقتولين فى غزوة مؤتة وفيما كان النبى وأهل مكة من المراجعة فى غلبة الروم على فارس علم ضرورى» (٦).
وإن قال اليهود إن الذى ظهر من عيسى ومحمد من قبيل السحر وعمل الشياطين «وعلى كل تقدير جميع ما يقولونه يلزمهم فى قلب العصا ثعبانا واليد بيضاء وفلق البحر ونتق الجبل وسائر معجزات رسلهم» (٧).
__________________
١ ـ رحمة الله الهندى : المصدر السابق.
٢ ـ سفر الملوك الثانى ٤ : ٤٢ ـ ٤٣.
٣ ـ متى ١٤ : ١٥ ـ ٢١.
٤ ـ القاضى عياض : المصدر السابق ج ١ ص ٣٠٦.
٥ ـ الجوينى : الإرشاد ... ص ٣٥٣ ـ ٣٥٤.
٦ ـ القاضى عبد الجبار : تثبيت دلائل النبوة ج ٢ ص ٥١١.
٧ ـ الأجوبة الفاخرة ... ص ٩٩ ، ٢٠٨ مصدر سابق.