الخامس : رجوع الشمس معجزة لأشعيا ، فقد جاء فى الآية الثامنة من الإصحاح ٣٨ من يشوع : «فرجعت الشمس عشر درجات فى المراقى التى كانت انحدرت» (١) وهذه الحادثة «عظيمة ولما كانت فى النهار فلا بد أن تظهر لأكثر أهل العالم ، وكانت قبل ميلاد المسيح ـ كما يقولون ـ (ولكنها) ليست مكتوبة فى تواريخ الهند والصين والفرس. وأيضا يفهم منها حركة الشمس. وهذا أيضا باطل على حكم علم الهيئة الجديد» (٢).
ومع ورود هذا فى كتبهم إلا أنهم يتبجحون وينكرون انشقاق القمر لمحمد «صلىاللهعليهوسلم» بحجة أن الأجرام العلوية لا يتأتى فيها الخرق والالتئام.
٢ ـ نبع الماء من بين أصابع النبى :
وهذه المعجزة أعظم وأبلغ فى الأعجوبة من تفجر الماء من الحجر كما وقع لموسى «لأن نبوع الماء من بين اللحم والعظم أعجب وأعظم من خروجه من الحجر» لأن ذلك من عادة الحجر أمّا من اللحم فما «روى قط ولا سمع فى ماضى الدهر بماء نبع وانفجر من أحاد بنى آدم حتى صدر عنه «صلىاللهعليهوسلم» (٣).
أخرج النجار عن جابر قال : «عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله «صلىاللهعليهوسلم» بين يديه ركوة فتوضأ منها ثم أقبل الناس نحوه فقال رسول الله ما لكم؟ قالوا : يا رسول الله ليس عندنا ما نتوضأ به ولا نشرب إلا ما فى ركوتك. فوضع النبى يده فى الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه. أى من اللحم الكائن بين أصابعه (٤).
وعن أنس بن مالك أنه قال : «رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتى رسول الله «صلىاللهعليهوسلم» بوضوء فوضع رسول الله «صلىاللهعليهوسلم» فى ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضئوا منه قال : فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه «صلىاللهعليهوسلم» فتوضأ الناس حتى توضئوا عن عند آخرهم (٥) وأخرج البخارى عن ابن مسعود قال : إنكم تعدون الآيات عذابا ولكنا نعدها بركة على عهد رسول الله «صلىاللهعليهوسلم» ونحن نسمع تسبيح الطعام. وأتى النبى بإناء فجعل ينبع الماء من بين أصابعه فقال النبى «صلىاللهعليهوسلم» : حى على الطهور المبارك والبركة من الله حتى توضأنا كلنا» (٦).
ولا شك أن نبع الماء من أصابعه «صلىاللهعليهوسلم» أو تكثير الطعام بدعائه «صلىاللهعليهوسلم» معجزة
__________________
١ ـ يشوع : ٣٨ : ٨.
٢ ـ إظهار الحق : ص ٤٧٣ ـ ٤٧٤.
٣ ـ الأصبهانى : دلائل النبوة ج ١ ص ١٤٤.
٤ ـ القسطلانى : إرشاد السادى ... ج ٦ ص ٣٤٧.
٥ ـ القاضى عياض : الشفا ج ١ ص ٢٨٥.
٦ ـ القسطلانى : إرشاد السارى مصدر سابق.