تخوم اليمن مما يلى الحجاز ولا مقابل لأبناء إسماعيل في جهة آشور سوى بنى إسرائيل» (١).
ولو كان هذا النبى المبشر به من بنى إسحاق لكان من أنفسهم لا من إخوتهم.
جاء في سفر التكوين في بشارة هاجر بإسماعيل.
«وأمام جميع إخوته يسكن (٢) وأيضا أمام جميع إخوته نزل» (٣) أى فى وسطهم.
وإخوة إسماعيل هم أولاد إبراهيم ـ عليهماالسلام ـ وإخوة بنى إسرائيل هم بنو إسماعيل ـ أى العرب ـ وبنو العيسى ـ أى الروم.
فأما بنو العيسى فلم يقم فيهم نبى سوى أيوب ، وكانت بعثته قبل أن يخلق موسى ، فلا يجوز أن يكون هو الذى بشرت التوراة به. فلم يبق إلا العرب بنو إسماعيل فتعين أن يكون المبشر به منهم. فلم يخرج من ولد إسماعيل نبى سوى محمد «صلىاللهعليهوسلم» فيكون هو المبشر به وهو المنتظر (٤).
الثانى : قوله نبيا مثلك وقد جاء في التوراة : «ولم يقم بعد ذلك في بنى إسرائيل مثل موسى عرفه الرب وجها لوجه» (٥) فبنى إسرائيل لم «يبعث فيهم نبى مثل موسى له شريعة ظاهرة قبل المسيح. ولا يصح أن يقال : أن المراد به هو المسيح لأن القائل به إما أن يكون يهوديا منكرا لنبوته أو نصرانيا» والنصارى يدعون أنه إله وإنسان فلا يكون مثل موسى فلم يبق «إلا أن يكون المراد به نبينا محمد «صلىاللهعليهوسلم» على أن عيسى ـ عليهالسلام ـ لم يكن مثل موسى لأن شريعته مبنية على شريعة موسى وشريعة نبينا مثل شريعة موسى» (٦) بل إنه أجل لعموم دعوته «صلىاللهعليهوسلم» ولا يمكن أن يقال إن المعنى بهذه البشارة يوشع بن نون «لأن يوشع كان حاضرا معهم عند موسى مقيما بخدمته. ففي الإصحاح الأول من التثنية (فليكن يوشع بن نون خادمك) (٧).
فضلا عن أن يوشع من بنى إسرائيل لا من إخوتهم كما أنه لم يأت بشريعة مثل موسى بل هو متبع لموسى.
الثالث : قوله (واجعل كلامى في فمه) ظاهر أن المعني به محمد «صلىاللهعليهوسلم» لأن معناه
__________________
١ ـ عبد الوهاب النجار : قصص الأنبياء ص ٣٥١.
٢ ـ تكوين ١٦ : ١٢
٣ ـ تكوين ٢٥ : ١٨.
٤ ـ الحكيم السموأل : السابق من تعليقات المحقق ص ٨١.
٥ ـ تثنية : ـ ٣٤ : ١٠.
٦ ـ أبى الحسن الزيدى : إثبات نبوة النبى ص ١٦٣.
٧ ـ رحمة الله الهندى : إظهار الحق ج ٢ ص ٩٠ ، ٩١.