على ابيه ، واخويه ، و «اسماعيل» ابن اخيه «حمزة ميرزا» ، وتشديد الحراسة عليهم. وسمل عيون اخويه. ولمّا طلب العثمانيّون رهينة ـ العام ٩٩٨ ه ق ـ ارسل «اسماعيل» ابن اخيه «حمزة ميرزا» ؛ الّذي اصيب بالطاعون ، ومات في القسطنطينيّة العام ١٠٠٥ ه ق.
كان «عبّاس الاوّل» ، بالنسبة لاولاده وافراد اسرته ، قاسيا ، غليظا وشديد الفظاظة معهم. وكان الشعار المألوف : «قتل كلّ امرئ من العائلة المالكة تسوّل له نفسه ، المطالبة بالعرش». لذلك بطش على اولاده ؛ امّا كبير اولاده وليّ عهده «صفيّ ميرزا» ، فقد اغتاله احد الجراكسة بأمر ابيه عام ١٠٢٤ ه ق. ولعلّ «عبّاس» خاف ان يقوم ابنه بالدور الّذي قام هو به نحو والده. وبعده ، امر «عبّاس» ان تسمل عينا ابنه الآخر «خدابنده ميرزا» ؛ ممّا اصاب الابن ، بما يشبه الجنون ؛ فاقدم على الانتحار بتناول السمّ. امّا ابنه الثالث ، فقد امر ان تسمل عيناه سنة ١٠٣٦ ه ق.
وكان «عبّاس الاوّل» يودّ ان يجعل «طوس» المزار الاوّل والاقدس ؛ للثقة من الموالين للائمّة الاثنى عشر ـ عليهمالسلام ـ ولعلّه وفق ما يعتقد يكتسب الفضائل والنصر ، ويزداد ثقة ورفعة عند الشعب ، ويحقّق اهدافا اقتصاديّة وسياسيّة.
اهمّ ما فعله «عبّاس» هو التخلّص من نفوذ زعماء القزلباش بالتدرّج ؛ بان جرّدهم من مناصبهم المهمّة واسندها الى قيادات شابّة جديدة.
في عهد «عبّاس الاوّل» بلغت الدولة الصفويّة ذروة مجدها ، واعاد «عبّاس» الى البلاد ، الامن الّذي كان مفقودا قبله. لقد تولّى الدولة ، ضعيفة ، اسيرة التطاحن والانقسام ؛ فاذا به ينجح في القضاء على جميع الفتن الداخليّة الّتي أثارها حكّام الاقاليم في وجهة بعد ان افقدهم سلطانهم ، واضعف رجال القزلباش التابعين لهم ، وجعل «ايران» مرهوبة الجانب من جميع جيرانها بعد ان حرّر الاراضي الّتي كان قد تناول عنها في بداية حكمه ، وتركها بابهى مظاهر العمران ؛ ولكن ما ان يتوفّى حتّى تعود الى سابق عهدها من الاضطراب ، والضعف ، والتخاذل.