الاوزبك وتعدّياتهم. وامام ضعف شخصيّة «محمّد خدابنده» بدأ دور أميرات البيت الصفويّ في الظهور على مسرح الاحداث. فقد حاولت «پري خان خانم» ـ الّتي شاركت القزلباشيّة في اغتيال اخيها «اسماعيل الثاني» ـ ان تجعل من اخيها «محمّد خدابنده» واجهة تختفي وراءها ممّا أثار غيرة زوجته «مهد عليا» والدة «عبّاس الصفويّ» الّتي تآمرت عليها. وبعد قتل «پري خان خانم» بدأت «مهد عليا» تفرض سلطتها وجبروتها على كلّ رجال الدولة ، وعلى طوائف القزلباش الّذين ضاقوا ذرعا بتدخّلها في شئون الحكم ؛ فسارعوا الى اغتيالها ، واغتيال ابنها وليّ العهد «حمزة ميرزا» في ٢٢ ذي الحجة ٩٩٤ ه ق ؛ كما اغتالوا والدتها وعائلتها جميعا.
عند ما مات «اسماعيل الثاني» وانتقل الحكم الى والد «عبّاس» ـ «محمّد خدابنده» ـ اقدم «عليّ خان» احد زعماء القزلباش على تنصيب «عبّاس» ملكا على «خراسان» كلّها ، واطلق عليه اسم «الشاه عبّاس» ، وقرأ الخطبة باسمه ؛ فاضطربت الاحوال في البلاد ، وكان هنالك تخوّف من اندلاع القتال بين القزلباشيّة من انصار «محمّد خدابنده» ، والقزلباشيّة من انصار ابنه «عبّاس» ومرشده. وقد اتاح هذا الصراع لاعداء الدولة في الداخل والخارج ، ان يتطاولوا على سيادتها ، ممّا اضطرّ «محمّد خدابنده» ان يعقد صلحا ذليلا مع العثمانيّين ، ليتفرّغ لمحاربة انصار ابنه «عبّاس».
وبعد مقتل «حمزة ميرزا» الاخ الاكبر ل : «عبّاس» سنة ٩٩٦ ه ق ، وازدياد الاضطرابات والفتن في العاصمة «قزوين» ، استغلّ «مرشد قلي خان» ـ الوصيّ الثالث على «عبّاس» ـ الفرصة للتقدّم نحو «قزوين» والاطاحة ب : «محمّد خدابنده» الّذي كان موجودا في «اصفهان» ، بينما كان الاوزبك بشئون الغارات على المناطق الشرقيّة من «خراسان». وصل «عبّاس» ووصيّه الى «قزوين» العاصمة قبل ابيه واعلن حاكما جائرا جديدا للدولة الصفويّة المنحوسة. اسقط بيده «محمّد خدابنده» وبيد امراء القزلباش المحيطين به. فعاد «محمّد خدابنده» الى قزوين ، وتنازل لابنه العرش ؛ وكان عمر «عبّاس» ـ حينئذ ـ ١٨ سنة. كان اوّل امر فعله بعد دخول «قزوين» ، ان امر بالقاء القبض