وروى الكليني عن محمد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن السياري عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه علي بن يقطين قال : قال لي أبوالحسن عليهالسلام : الشيعة تربى بالاماني منذ مائتي سنة ، قال : وقال يقطين لابنه علي بن يقطين : ما بالنا قيل لنا فكان ، وقيل لكم فلم يكن؟ قال : فقال له : علي : إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد غير أن أمر كم حضر فاعطيتم محضة فكان كما قيل لكم ، وأن أمرنا لم يحضر فعللنا بالاماني ، فلوقيل لنا : إن هذا الامر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاث مائة سنة لقست القلوب ، ولرجع عامة الناس عن الاسلام ، ولكن قالوا : ما أسرعه وما أقربه تأليفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج. وقوله : قيل لنا أي في خلافة العباسية ـ وكان من شيعتهم ـ أوفي دولة آل يقطين. وقيل لكم أي في أمر القائم وظهور فرج الشيعة.
وروى أيضا عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن عبدالكريم بن عمر والخثعمي ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال قلت : لهذا الامر وقت؟ فقال : كذب الوقاتون ، كذب الوقاتون ، كذب الوقاتون ، إن موسى ـ على نبينا وآله وعليه السلام ـ لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاد الله إلى الثلاثين عشرا قال قومه : قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا ، فإذا حدثنا كم الحديث فجاء على ما حدثنا كم فقولوا : صدق الله ، وإذا حدثنا كم الحديث فجاء على خلاف ما حدثنا كم به فقولوا : صدق الله تؤجروا مرتين.
وسيأتي كثير من الاخبار في ذلك في كتاب النبوة لاسيما في أصواب قصص نوح موسى وشعيا على نبينا وآله وعليهمالسلام ، وسيأتي أيضا في كتاب الغيبة ، فأخبارهم عليهمالسلام بما يظهر خلافه ظاهرا من قبيل المجملات والمتشابهات التي تصدر عنهم بمقتضى الحكم ثم يصدر عنهم بعد ذلك تفسيرها وبيانها ، وقولهم : يقع الامر الفلاني في وقت كذا معناه إن كان كذا ، أو إن لم يقع الامر الفلاني الذي ينافيه ، وإن لم يذكروا الشرط كما قالوا في النسخ قبل الفعل ، وقد أوضحناه في باب ذبح إسماعيل على نبينا وآله وعليه السلام ، فمعني قولهم عليهمالسلام : ما عبدالله بمثل البداء : أن الايمان بالبداء من أعظم العبادات القلبية