يجوز أن يقال : لم يزل الله قادرا عالما.
بيان : حاصل كلامه أن كل ما يكون اتصاف ذاته تعالى به بنفي ضده عنه مطلقا فهي من صفات الذات ، ويمكن أن يكون عين ذاته ، ولا يلزم من قدمها تعدد في ذاته ولا في صفاته ، وأما الصفات التي قد يتصف بها بالنسبة إلى شئ وقد يتصف بنقيضها بالنسبة إلي شئ آخر فلا يمكن أن يكون النقيضان عين ذاته فلابد من زيادتها فلا يكون من صفات الذات ، وأيضا يلزم من كونها من صفات الذات قدمها مع زيادتها فيلزم تعدد القدماء وأيضا لو كانت من صفات الذات يلزم زوالها عند طرو نقيضها فيلزم التغير في الصفات الذاتية. وقد أشار الكليني إلى هذا الوجه الاخير بعد ما ذكر في وجه الفرق ما تقدم ذكره وسيأتي تحقيق الارادة في بابها.
وقال الصدوق رحمهالله في موضع آخر من التوحيد : والدليل على أن الله عزوجل عالم قادر حي بنفسه لا بعلم وقدرة وحياة هو غيره أنه لو كان عالما بعلم لم يخل علمه من أحد أمرين : إما أن يكون قديما أو حادثا ، فإن كان حادثا فهو جل ثناؤه قبل حدوث العلم غير عالم وهذا من صفات النقص وكل منقوص محدث بما قدمناه ، وإن كان قديما وجب أن يكون غير الله عزوجل قديما وهذا كفر بالاجماع ، وكذلك القول في القادر و قدرته والحي وحياته ، والدليل على أنه عزوجل لم يزل قادرا عالما حيا أنه قد ثبت أنه عالم قادر حي بنفسه وصح بالدلائل أنه عزوجل قديم ، وإذا كان كذلك كان عالما لم يزل إذ نفسه التي لها علم لم تزل ، ونفس هذا يدل على أنه قادر حي لم يزل.
١٧ ـ ما : بإسناد المجاشعي ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام أن النبي «ص» قال : الله تعالى كل يوم هو في شأن ، فإن من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين.
١٨ ـ يد : ما جيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن الطيالسي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لم يزل الله عزوجل ربنا و العلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولامبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلما أحدث الاشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم (١) والسمع
___________________
(١) تقدم ذيل الحديث ١١ شرح يناسب تلك الجملة.