|
عبد المطلب فجعله نصفين نصف في عبدالله فصار الى آمنة ونصف في أبي طالب فصار إلى فاطمة بنت أسد ». (٨) |
ولم يزل هذا الحال كما وصفناه حتى أقبل دور شيخ الأبطح أبي طالب وورده أمير المؤمنين والإمامين السطين سيدي شباب أهل الجنة والأئمة من ولد سيد الشهداء حتى يقف العدد على ناموس الدهر وولي الأمر في كل عصر عجل الله فرجه.
ههنا يقف اليراع عن تصوير عظمة هذا البيت المنيع ، ويرتج على الكاتب ويعي الشاعر ، فإن حقيقة القداسة بين طرفي النبوة والإمامة التي جمعها هذا البيت لم تدع مسرحا لقائل أو متسعا لواصف لتقاعس القدرة البشرية عن نعت ما هو فوق مستواها ، ولا يمكنها الخبرة بحقائق أنوار عالم الملكوت.
نعم لها الاضافة في مقدار ما يمكنها من التوصل اليه ولو في الجملة من أنه بيت نبوة وإمامة ، بيت علم ودين ، بيت عز وسؤدد.
بيت علا سمك الضراح رفعة |
|
فكان أعـلا شرفا وأمنعا |
أعزّه الله فما تهـبط فـي |
|
كعبته الأملاك إلا خضعا |
بيت من القدس وناهيك به |
|
محط أسرار الهدى وموضعا |
فكان مأوى المرتجي والملتجي |
|
فما أعز شأنه وأمنعا (٩) |
وهذه الصفات الكريمة هي التي أهلت أبا طالب عليهالسلام لحمل أعباء الوصاية عن الأنبياء عليهمالسلام بعد أن تلقاها عن أبيه عبد المطلب الذي كان وصيا من الأوصياء ، وقارئا للكتب السماوية ، كما أخبر أبو طالب رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك إذ قال له : كان أبي يقرأ الكتب جميعا ، وقال : إن من صلبي نبيا لوددت أني أدركت ذلك الزمان فآمنت به فمن أدركه من ولدي فليؤمن به (١٠).
وكان أبو طالب كأبيه « شيبة الحمد » عالما بما جاء به الأنبياء وأخبروا به أممهم من حوادث وملاحم لأنه وصي من الأوصياء ، وأمين على وصايا الأنبياء حتى سلمها إلى النبي صلىاللهعليهوآله (١١)
__________________
٨) هذا حاصل أحاديث ذكرها المجلسي في البحار ج٦ ـ ص٦ وج٩ ـ ص٨.
٩) من قصيدة للعلامة الحجة السيد محمد حسين الكيشوان رحمهالله.
١٠) البحار ج٩ ـ ص٣١.
١١) مرآة العقول ج١ ـ ص٣٦٢.