ولسيدنا بحر العلوم الطباطبائي كلام ضاف في ترجمته في « رجاله » وقد أغرق نزعا في إثبات جلالته والدفاع عنه ، والجواب عما قيل فيه ، وتابعه على رأيه السديد السيد المحقق الأعرجي في « عدة الرجال » وكل من تعرض له من علماء الرجال ، ذكره مترحما ومترضيا عليه ، وبالغ شيخنا الحجة الشيخ عبدالله المامقاني في « تنقيح المقال » بترجمته في مدحه والثناء عليه ، ووافقه المحقق الشيخ عباس القمي في نفس المهموم ص٦٢.
وذكر محمد بن المشهدي من أعيان القرن السادس ، والشريف النقيب رضي الدين ابن طاووس في مزاريهما زيارة خاصة تزار في مشهده ، وفيها وصفه « بالعبد الصالح الناصح لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام » والشهادة بأنه قتل مظلوما وأنه لقسا لله تعالى وهو راض عنه بما فعل ونصح ، وأنه بلغ درجة الشهداء السعداء بما نصح لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآله مجتهدا وبذل نفسه في ذات الله ومرضاته ثم الترحم عليه ».
ثم ذكرا بعد الزيارة صلوتها ودعاء الوداع ، وزاد ابن المشهدي « تقبيل القبر ».
وحيث أنهما ذكرا في مزاريهما أن ما أودعاه في كتابيهما على الوجة الذي ظهر لهما من الروايات يتجلّي لنا أن هاتيك الآداب مأثورة عن أهل بيت العصمة ، وجلالة هذين العلمين تفيدنا القطع بعثورهما على أثر حاكم بذلك العمل الخاص حتى لو لم ينصّا في الكتاب على ما حصل لديهما من جهة الرواية وإلا لتسرّب الى نقلهما شبة البدعة في الدين ، وهؤلاء الأعلام في المذهب لا يتورّطون في البدعة التي لا تقال عثرتها. إذا ففي قولهما الحجة البالغة.
ولو سلمنا عدم الورود فلا أقل من أن يكون كلامهما في حقه كشهادة من تقدم من علماء الرجال من أن الرجل متحلي بتلكم الفضائل ، ولو كان لهما كتب في الرجال لاتخذها العلماء من الأصول المسلّمة التي يعوّل عليها في هذا العلم إذ لم يقصر قولهما عن سائر الكتب في تمييز الرجال وبيان الممدوح والثقة منهم كما أن وقولهما في غير هذا العلم حجة قوية يركن اليه ويستشهد به.
ثم يكفينا في القناعة بفضل الرجل وجلالة مقامه عند آل الرسول ترحم سيد الشهداء عليه فإنه عليهالسلام لما نزل « الثعلبية » ممسيا أخبر بقتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وأنهما سُحبا من أرجلهما في الأسواق قال عليهالسلام : « إنا لله وإنا إليه