ابن زياد في داري (٤٢) ، لا يعبؤبه ؛ لأن ولاء هاني لأهل هذا البيت واعتقاده بكون مناصرتهم واجبه الديني لا يرتاب فيه من يقرأ حياته المفعمة بالمآثر والمفاخر.
ومما يشهد له أن هانيا لو كانت اجارته لمسلم لمحض وقوفه على باب داره ودخوله عليه ، فما الذي ألزمه بادخال الشيعة على مسلم وقد اعترف به ابن جرير حيث قال : « وأخذت الشيعة تختلف إليه في دار هاني بن عروة » (٤٣).
وكان يهيّء له الأمور يدبر الشؤون يرتّب العساكر ويجمع المال والعتاد (٤٤) ، وفي وسعه أن يقول لمسلم : ادخل أنت وحدك ولا تهج عليّ امرا ساكنا ولا يدخل عليك أحد.
ثم أن المؤامرة الواقعة بين شريك الأعور وبين مسلم بالفتك بابن زياد كانت بمشهد من هاني فلم يمنع منها ، حتى أن مسلما لما اعتذر عن الفتك بأن امرأة هاني سألته أن لا يفعله في دارهم ، قال هاني : يا ويلها قتلتني وقتلت نفسها والذي فرت منه وقعت فيه.
أليس هذا يشفّ عن مرضاة هاني بالفتك بابن مرجانة لما رسخ بين جنبيه من وجوب التنكيل بأعداء آل الرسول؟ ومن هنا قال لمسلم : أما والله لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافرا غادرا (٤٥).
__________________
٤٢) الطبري ج٦ ص٢٠٤ وص٢٠٣.
٤٣) الطبري ج٦ ص٢٠٣ ، والاخبار الطوال ص٢٣٥.
٤٤) الاخبار الطوال ص٢٣٥.
٤٥) تاريخ الطبري ج٦ ص٢٠٤ وابن الأثير ج٤ ص١١.