|
« إن أبي أخبرني أن الرسول على حق ولا يضره ما عليه قريش من المعادات له ، وإن أبي طان يقرأ الكتب جميعا وقال : إن من صلبي نبيا لوددت أني أدركته فآمنت به فمن أدركه فليؤمن به (٢٥) ». |
واستشهاده بكلمة أبيه القارئ للكتب الإلهية مع أنه كان يقرؤها مثله ، يدلنا على تفننه في تنسيق القياس ، وإقامة البرهان على صحة النبوة وأن الواجب اعتناق شريعته الحقة.
أما هو نفسه فعلى يقين من أن رسالة ابن أخيه خاتمة الرسالات ،وهو افضل من تقدمه قبل أن يشرق نور النبوة على وجه البسيطة ، ولم تجهل لديه صفات النبي المبعوث ، وعلى هذا الأساس أخبر بعض أهل العلم من الأحبار حينما أسر إليه بأن ابن أخيه الروح الطيبة والنبي المطهر على لسان التوراة والإنجيل فاستكتمه أبو طالب الحديث كي لا يفشو الخبر ، ثم قال له : إن أبي أخبرني أنه النبي المبعوث وأمر أن أستر ذلك لئلا يغرى به الأعادي ولو لم يكن معتقدا صدق الدعوة لما قال لأخيه حمة لما أظهر الإسلام (٢٦) :
فصبراً أبا يعلَى علىَ دينِ أحمـد |
|
وكـن مظهرا للدين وفقت صابرا |
وحط من أتى بالدين من عند ربه |
|
بصـدق وحق لا تكن حمز كافرا |
فقد سريي إذ قلت أنك مؤمـن |
|
فكـن لرسول الله في الله ناصرا |
وناد قريشا بالذي قد أتيته |
|
جهارا وقل : ما كان أحمد ساحرا |
وقال رادا على قريش (٢٧) :
ألم تعلموا أنا وجدنا مـحـمـدّاً |
|
نبيا كموسى خط في أول الكتب |
وقال (٢٨) :
وأمسى ابن عبدالله فيننا مصدّقـا |
|
على سخط من قومنا غير معتب |
وقال (٢٩) :
__________________
٢٥) الحجة على الذاهب ص٦٥.
٢٦) المصدر ص٧١.
٢٧) خزانة الأدب للبغدادي ج١ ص٢٦١.
٢٨) الحجة على الذاهب ص٤٥.
٢٩) شرح النهج الحديدي ج٣ ص٣١٣.