أمين محبٌّ فِي العبـادِ مسوَّمٌ |
|
بخاتمِ ربٍّ قاهـرٍ للخواتمِ |
يَرى النّاسَ برهانـاً عليه وهيبةً |
|
ومَا جاهلٌ فِي فعلـهِ مثلُ عالـمِ |
نبيٌّ أتاهُ الوحيُ مِن عندِ ربهِ |
|
فمن قالَ لاَ ، يقـرع بهَا سنَّ نادمِ |
ومما خاطب بها النجاشي :
تعلم خيـار الناس أن محمدا |
|
وزير لموسى والمسيح ابن مريم |
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به |
|
فكل بأمر الله يهدي ويعصم |
وإنكم تتلونـه في كتابكم |
|
بصدق حديث لا حديث المترجم |
فلا تجعلـوا لله نـدا وأسلموا |
|
فإن طريـق الحـق ليس بمطلم |
وقال (٣٠) :
اذهب بني فما عليك غضاضة |
|
اذهب وقر بذاك منك عيونا |
والله لن يصلوا اليك بجمعهـم |
|
حتى أوسدفي التـراب دفينا |
ودعوتني وعلمت أنك ناصحي |
|
وصدقت ثم وكنت قبل أمينا |
وذكرت دينا لا محالة أنـه |
|
من خير أديان البرية دينـا |
وبعد هذه المصارحة هل يخالج أحدا الريب في إيمان أبي طالب؟ وهل يجوز على من يقول إنا وجدنا محمدا كموسى نبيا إلا الإعتراف بنبوته والإقرار برسالته كالأنبياء المتقدمين؟ وهل يكون إقرار بالنبوة أبلغ من قوله « فأمسى ابن عبدالله فينا مصدقا »؟ ، وهل فرق بين أن يقول المسلم : أشهد أن محمدا رسول الله وبين أن يقول (٣١) :
وإن كان أحمد قد جاءهم |
|
بصـدق ولم يتهم بالكذب |
أو يعترف الرجل بأن محمدا كموسى وعيسى جاء بالهدى ، والرشاد مثل ما أتيا به ، ثم يحكم عليه بالكفر؟ ، وهل هناك جملة يعبر بها عن الاسلام اصرح من قول المسلم :
وذكرت دينا لا محالة أنه |
|
من خير أديان البرية دينا |
__________________
٣٠) أورد الأبيات الزمخشري في الكشاف ج١ ص٤٤٨ طع سنة ١٣٠٨ ، وابن دحلان في السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية ج١ ص٩٧ طبع سنة ١٣٢٩ ، وأوردها ابن أبي الحديد في شرح النهج ج٣ ص٣٠٦ باختلاف يسير ، وفي خزانة الأدب للبغدادي ج١ ص٢٦١ ، والإصابة ج٤ ص١١٦ ، وبلوغ الأرب ج٢ ص٣٢٥ طب سنة ١٣٤٢ ذكر البيت الثالث والرابع ، وفي السيرة الحلبية ج١ ص٣١٣ البيت الثاني ، وفي تاريخ أبي الفدا ج١ ص١٢٠ ثلاثة ابيات باختلاف يسير.
٣١) شرح النهج لابن أبي الحديد ج٣ ص٣٠٩.