فإن كن تَ لا تدرين ما الموت فانظري |
|
إلى هانىء في السوقَ وابن عقيلَ |
إلى بطل قد هشّم السيف أنفهُ |
|
وآخر يهوي من طمار قتيل |
أصابهما أمر الأمير فأصبحا |
|
أحاديث من يسري بكل سبيل |
ترى جسدا قد غيّر الموت لونه |
|
ونضح دم قد سال كل مسيل |
فتى هو أحيا من فتاة حييّة |
|
وأقطع من ذي شفرتين قتيل |
أيركب أسماء الهماليج آمنا |
|
وقد طلبته مذحج بذحول |
تطوف حواليه مراد وكلهم |
|
على رقبة من سائل ومسولِ |
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم |
|
فكونوا بغايا أرضيت بقليل |
وهذه الأبيات نسبها في رياض المصائب ص٢٦٨ الى الفرزدق ، وفي اللهوف ص٣٢ صيدا ، وكامل ابن الاثير ج٤ ص١٥ قيل : أنها للفرزدق ، وزاد في اللهوف : أن بعضهم يراها لسليمان الحنفي ، ونسبها الدينوري في الأخبار الطوال ص٢٤٢ الى عبدالرحمن بن عبدالله الأسدي ، وفي البداية والنهاية لابن كثير ج٨ ص١٥٧ نسبها إلى الشاعر ، وفي نقله أنها قصيدة ولكنه ذكر منها خمسة أبيات ، وعند ابن الأثير في الكامل ، وأبي الفرج في المقاتل ، والشيخ المفيد ، وابن نما : أنها لعبد الله بن الزبير الأسدي (٤).
ولكن في نص الأغاني ج١٣ ص٣١ : أن عبدالله بن الزبير من شيعة بني أمية وذي الهوى فيهم والتعصب والنصرة على عدوهم ،وأنه لايمالئ أحدا عليهم ولا على عمالهم ، وكان عبيدالله بن زياد يصله ويكرمه ويقضي ديونه وله فيه مدائح منها :
اليك عبيدالله تهوى ركابنا |
|
تعسّف مجهول الفلاة وتدأب |
وقد ضمرت حتى كأن عيونها |
|
نطاف فلاة ماؤها متصبّب |
فقلت لها لا تشتكي الأين أنه |
|
أمامك قرم من أمية مصعب |
إذا ذكروا فضل امرئ كان قبله |
|
ففضل عبيدالله أثرى وأطيب |
وإنك لو نشفي بك القرح لم يعد |
|
وأنت على الأعداء ناب ومخلب |
تصافى عبيدالله والمجد صفوة |
|
الحليفين ما أرسى ثبير ويثرب |
وأنت إلى الخيرات أول سابق |
|
فأبشر فقد أدركت ما كنت تطلب |
__________________
٤) في كامل ابن الأثير ج٤ ص١٥ الزبير بفتح الزاء المعجمة وكسر الباء الموحدة.