ويقول في مدح اسماء بن خارجة وكان يكرمه ويصله :
فمن مثل أسماء بن حصن اذا عدتْ |
|
شآبيبه أم أي شيء يعادله |
وكنت إذا لاقيت منهم حطيطة |
|
لقيت ابا حسان تندى أصائله |
تضيّفه غسان يرجون سيبه |
|
وذو يمن اجيوشهُ ومقاوله |
فتى لا يزال الدهر ما عاش مخضبا |
|
ولو كان بالموتان يجدي رواحله |
فأصبح ما في الأرضِ خلق علمتِه |
|
من الناسِ إلا باعُ أسماء طائُله |
تراهُ اذا ماجئتَه متهلّلاً |
|
كأنّك تعطيهِ الذي أنتَ نائلُه |
ولوْ لمْ يكنْ في كفّهِ غيرُ روحهِ |
|
لجادَ بها فَلْيتّقِ الله سائله |
ترى الجندَ والأعرابَ يغشونَ بابَهُ |
|
كما وردتْ ماء الكلاب نواهلهُ |
اذا ما أتوا أبوابَهُ قالَ مرحباً |
|
لجوا البابَ حتّى يقتلَ الجوعَ قاتلُه |
ترىَ البازلَ البختى فوقَ خوانِه |
|
مقطّعةً أعضاؤهُ ومفاصلُه |
إذا ما أتوا أسماءَ كان هوَ الذي |
|
تحلّبُ كفاهُ الندَى وأناملُه (٦) |
وهل يستطيع أحد بعد مدائحه وعقيدته وتزعته الأموية أن ينسب الأبيات إليه خصوصا ، وقد ذكر أبو الفرج أن أسماء بن خارجة له ذكر قبيح عند الشيعة يعدّونه في قتلة الحسين ، ومعاوناً لعبيدالله بن زياد على هاني بن عروة حتى قتله ، ونصره على مسلم بن عقيل وذكر ذلك شاعرهم فقال (٧) :
أيركب أسماء الهماليج آمنا |
|
وقد طلبته مذحج بقتيل |
فنسب هذا البيت وهو في جملة تلك الأبيات الى شاعر الشيعة وقد عرفت أن عبدالله بن الزبير أموي الرأي ومادحا ليزيد بن معاوية وليس من شيعة آل علي.
نعم ، نسبة تلك الأبيات الى الفرزدق قريبة جدا لتشيّعه وموالاته الأكيدة لآل علي عليهالسلام والذّب عنهم وهجاء من عاداهم ، وكونه حاجّا بأمه سنة ستين لا يدفع نسبتها إليه ؛ إذ من القريب أنه أنشأها بعد رجوعه من الحج وقد بلغه فعل الدعي ابن مرجانة بعترة الرسول ومن آواهم ولبّى دعوتهم.
__________________
٥) الجيشان لقب عبدالرحمن بن حجر بن ذي رعين واليه ينسب الجيشانيون والمقاول جمع مقول كثير يقال لملك اليمين أو ملوك حمير خاصة : القاموس وتاج العروس.
٦) الأغاني ج١٣ ص٣٣ وص٣٧.
٧) الأغاني ج١٣ ص٣٥.