وقد أكثر العلماء والأدباء باللغة الفصحى والعامية في التعريف بما لابن عقيل من نفسية قدسية ، وما حواه من فضائل وفواضل أهلته للنيابة الخاصة عن خليفة الله في أرضه ، وما أبداه من بسالة حينما كشفت الحرب عن ساقها وكشرت عن نابها فقابل بمفرده أولئك الجماهير من أعدائه « في موقف لو به أرسي سهلان لزالا » حتى أكثر القتلى وضجّت الكوفة بأهلها ، وكان لهتافه المعرب عن ثباته وإيمانه دويٌّ في أرجائها.
وممن بادر للفوز بالرضوان الأكبر سيد العلماء المحققين وقدوة الفقهاء الراسخين الآية الكبرى السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي أعلا الله درجته ونوّر ضريحه ، فقال (٨) :
عين جودي لمسلم بن عقيل |
|
لرسول الحسين سبط الرسول |
لشهيد بين الأعادي وحيد |
|
وقتيل لنصر خير قتيل |
جاد بالنفس للحسين فجودي |
|
لجواد بنفسه مقتول |
فقليل من مسلم طلُّ دمع |
|
لدم بعد مسلم مطلول |
أخبر الطهر أنه لقتيل |
|
في وداد الحسين خير سليل |
وعليه العيون تسبل دمعا |
|
هو للمؤمنين قصد السبيل |
وبكاه النبي شجوا بفيض |
|
من جوى صدره عليه هطول |
قائلاً : إنني إلى الله أشكو |
|
ما ترى عترتي عقيب رحيلي |
فابك من قد بكاه أحمد شجوا |
|
قبل ميلاده بعهد طويل |
وبكاه الحسين والآل لما |
|
جاءَهُم نعيُهُ بدمعٍ همولِ |
كان يوما على الحسين عظيما |
|
وعلى الآل أي يوم مهول |
منذرا بالذي يحل بيوم |
|
بعده في الطفوف قبل الحلول |
ويح ناعيه قد أتى حيث يرجى |
|
أن يجيء البشير بالمأمول |
أبدل الدهر بالبشير نعيا |
|
هكذا الدهر آفة من خليل |
فأحثّوا الركاب للثأر لكن |
|
ثأروه بكل ثأر قتيل |
فيهم ولْدُه وولْد أبيه |
|
كم لهم في الطفوف من مقتول |
خصّه المصطفى بحبّين حبٍّ |
|
من أبيه له وحب أصيل |
____________
٨) القصيدة طويلة زادت على الثمانين بيتا تعرض فيها لمدح هاني بن عروة وشهداء الطف ، انتخب منها ما اثبتناه الفاضل السيد حسين ابن العلامة السيد محمد تقي آل بحر العلوم.