ورأوا به بطلا إذا نكل العدى |
|
عنه فرارا فهو غيـر نكولِ |
يلقى الكمـيّ بعزمةٍ مضريّةٍ |
|
إجمالها يغني عـن التفصيل |
إن صال أرجعهم على أعقابهـم |
|
في بطش ليث في الرخام صئول |
فغدت فلول الهاربين لخوفها |
|
تطأ الشريد بأرجـل وخيولِ |
* * *
حتى إذا كضّ الظما أحشاءهُ |
|
وبدد دماء تسيل أي مسيلِ |
وافوه غدرا بالأمان وخدعة |
|
منهم فلم يخضع خضوع ذليلِ |
لكنهم حفروا الحفيرة غيلةً |
|
فهوى بها كالليث جنب الغيلِ |
وتكاثروا فيها عليه فأفقدوا |
|
يمناه خير مهنّد وصقيلِ |
وأتوا به قصر الإمارة مثخناً |
|
بجراحه ومقيدا بكبولِ |
فغدا يقارعه الزنيم عداوةً |
|
ويغيضه سبّا بأقبح قيل |
ودعا ابن حمران به ولسانهُ |
|
لهج بذكر الله والتهليلِ |
ما بان رأسا كان يرفعه الابا |
|
عن جسم خير مزمل مقتولِ |
ورماه من أعلا البناء إلى الثرى |
|
كالطود إذ يهوى لبطن رمولِ |
فقضى شهيدا في مواطن غربةٍ |
|
متضرّجاً بنجيعهِ المطلولِ |
* * *
وأتى الحسين السبط مؤلم لغيه |
|
فدهاه في خطب هناك جليل |
فبكاه مفجوع الفؤاد بفقده |
|
حزنا سليل المصطفى المرسلِ |
وغدتْ تزيدُ النوح صفوةُ أحمد |
|
لمصابهِ في رنّةٍ وعويلِ |
للخطيب التقي السيد مهدي الأعرجيّ النجفيّ (١٣) :
هذى مرابعهم فحي وسلم |
|
واعقل وقف فيها وقوف متيّمِ |
وانشد فؤادا ضاع مني عندها |
|
بين الدكاك فالربى فالعليمِ |
أيام كان العيش حلو طعمه |
|
والعيش في اللذات حلو المطعمِ |
والراح يجلوها الهلال كأنها |
|
شمل لندمان كمثلِ الأنجمِ |
__________________
١٣) نقلتها من كتاب « سوانح الأفكار في منتخب الأشعار » للخطيب الأستاذ السيد محمد جواد شبر.