مذ فاجأ الناعي الحسين علتْ على |
|
فقدان مسلـم رنّةٌ وعويلُ |
وله ابنةٌ مسح الحسين برأسها |
|
اليتمُ مسح الرأس فيه دليـلُ |
لما أحسّتْ يتمها صرخت الايا |
|
والدي حزني عليك طويلُ |
قال الحسين : أنـا زعيم بعده |
|
لا تحزني وأب لك وكفيل |
قد مات والدها فأملت البقا |
|
في العم لكـن فاتها المأمولُ (١٢) |
للطبيب الحاذق الأديب الشيخ محد الخليلي :
إن كنت تحـزن لادكار قتيل |
|
فاحزن لذكرى « مسلم بن عقيل » |
واجزع لنازلـة بخـير مفضـل |
|
أبكى عيون الفضـل والتنزيل |
واندب قتيلا ما انجلى ليل الوغى |
|
أبدا لـه عن مشبه وبديلِ |
هو ليث غالب « مسلم » من أسلمت |
|
مهج العـدى لفرنده المصقولِ |
شهم تحـدّر من سلالة هاشم |
|
خير البيوت علا وخير قبيـل |
متفرّعا عـن دوحة مضريةٍ |
|
تُنمى لأصلٍ في الفخار أصيلِ |
* * *
أم العراق مبلغا برسالة |
|
أكـرم بمرسله وبالمرسول |
وأتى إلـى كوفان ينقذ أمة |
|
طلبت اغاثتهم على تعجيل |
فاكتضّ مسجدها بهم وعلت به |
|
أصـواتهم بالحمد والتهليل |
وتقاطروا مثل الفـراش تهافتاً |
|
طلبا لبيعته علـى التنزيلِ |
يفدونه بنفيسهم والنفس لا |
|
يبغون دون رضاه أي بديل |
باتوا وبـات مؤمّلا للنصر من |
|
أشباحهم يـا خيبة المأمولِ |
لكنهم ما أصبحوا حتى غدا |
|
في مصرهم لا يهتـدي لسبيلِ |
خذلوه إذ عدلوا إلى « ابن سمية » |
|
واستبدلوا الإرشاد بالتضليلِ |
وتجمّعوا لقتاله من بعد ما |
|
عرفوه للإرشاد خير دليـل |
وأتوه منفردا بمنزل « طوعـة » |
|
وقلوبهم تغلـى بناد ذحول |
فغدا يفرق جمعهـم ويجنـدلُ |
|
الأبطال في عزم له مسلولِ |
__________________
١٢) من مجموعة الخطيب الأستاذ الشيخ مسلم الشيخ محمد علي الجابريّ.