يكون لمسلم عليهالسلام عند شهادته في سنة ستين ثمان وعشرون سنة ، وتكون ولادته سنة اثنين وثلاثين قبل واقعة صفين الكائنة في سنة ٣٧ بخمس سنين ، وهذا وإن التأم مع ذلك العدد من أولاده لكن لا يلتئم مع ما ذكره ابن شهر آشوب الحافظ الثبت الثقة بنص الفريقين من الشيعة والسنة (٢٤).
فإنه يقول : جعل أمير المؤمنين عليهالسلام على ميمنته في صفين الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر ومسلم بن عقيل ، وعلى الميسرة محمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وهاشم بن عتبة المرقال (٢٥).
ومن المعلوم أن من يجعله أميرالمؤمنين في صف أولاد عمّيه البالغين نحوا من خمس وثلاثني سنة لابد وأن يقاربهم في السن كما قرن بين ابن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وهما متقاربان في السن فان محمد بن الحنفية ولد سنة ١٦ (٢٦) وله يوم صفي احدى وعشرون سنة ومحمد بن أبي بكر ولد عام حجة الوداع بذي الحليفة أو بالشجرة حين توجه رسول الله للحج وقتل سنة ٣٨ وله يوم صفين ٢٧ سنة (٢٧).
وحينئذ لا أقل أن يقدر عمر مسلم بن عقيل بالثلاثين أو الثمان وعشرين وتكون ولادته أما سنة سبع أو تسع وله يوم شهادته أكثر من خمسين سنة وعلى هذا التقدير في ولادته أين ولاية معاوية في الشام وأين مسير عقيل اليه ، بل أين إسلام معاوية فإنه أسلم بعد سنة تسع قبل وفاة النبي صلىاللهعليهوآله بأشهر.
وإذا أخذنا بنص الواقدي كانت المسافة أبعد ، قال : لما دخل المسلمون مدينة « البهنسا » بعد حصار طويل دخل مسلم بن عقيل في جملة الهاشميين وهو يقول :
__________________
٢٤) انظر ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي ص٧٧ ، ولسان الميزان لابن حجر ج٥ ص٣١٠ ، وطبقات المفسرين لشمس الدين محمد بن علي المالكي ، والبلغة للفيروز آبادي ، والوافي بالوفيات للصفدي ، ومن علماء الشيعة أثنى عليه العلامة الحلي في الخلاصة ، وميرزا محمد في منهج المقال ، أبوعلي الحائري في منتهى المقال ، والتفريشي في نقد الرجال ، والأغا البهباني في التعليقة ، والحر العاملي في أمل الآمل ، والسيد في روضات الجنات.
٢٥) المناقب ج٢ ص٢٦٠.
٢٦) أنظر كتاب قمر بني هاشم ص١٠٣.
٢٧) ما يؤكد حضوره في صفين ما رواه نصر في كتاب صفّين ص٣٣٠ : إن منادي أهل الشام نادى : إن معنا الطيب بن الطيب عبدالله بن عمر. فقال عمار بن ياسر : بل هو الخبيت ، ثم نادى منادي أهل العراق : ألا ان معنا الطيب ابن الطيب محمد بن أبي بكر ، فنادى أهل الشام : بل هو الخبيث بن الطيب.