وقد يقول قائل : إنّ الزهراء عليهاالسلام استدعت امرأة اخرى لتلي منها ما تلي النساء من النساء عند الولادة ، ولقد مرّت رواية الطبراني بأنّ التي وليت أمرها في ولادة الحسن عليهالسلام هي سودة بنت مسرح ، فلعلها هي أو غيرها من النساء ولم يصل اسمها إلينا.
فنقول له : إن صحت الأحلام ، ولم تزغ الأقلام ، وكانت الولادة طبيعية ، فمن هي تلك المرأة ؟ ولماذا كُمّت الأفواه ، وتلجلجت في الجواب ؟ نعم ، تقول مصادر التراث الشيعي وشايعهم على ذلك بعض رجال السنّة ، أنها زُحمت عند الباب فأسقطته ، واستدعت جاريتها فضّة لمساعدتها.
ونعود إلى أصحاب المصادر سواء الفريق الذي قال أنّ المحسن كان مولوداً على عهد جده ، أو الذين لم يذكروا حديث ولادته ، ولكنّهم ذكروه موجوداً ومعدوداً مع أبناء الإمام أمير المؤمنين من فاطمة عليهمالسلام جميعاً ، فنقول لهم : ما دامت قد صحت عندكم جميعاً ولادته ، فلماذا تغفل مصادركم وغيرها تعيين تاريخ الولادة ـ المزعومة ـ وقد ذكرت ذلك في أخويه الحسنين ؟
فقالوا : إنّ الحسن ولد في الخامس عشر من شهر رمضان السنة الثالثة من الهجرة (١) ، وقالوا : إنّ الحسين ولد في الثالث أو الخامس من شعبان السنة الرابعة من الهجرة (٢) ، وقالوا : إنّه لم يكن بين ولادة الحسن والحمل بالحسين إلا طهر واحد (٣) ، وقالوا : انّه خمسين ليلة (٤).
وهكذا قالوا وقالوا : فلماذا أغفلوا جميع ذلك في ولادة المحسن عليهالسلام ، فلم يذكر عن ذلك أيّ شيء ؟ فإنّ هذا لشيء عجاب.
_____________________
١ ـ المستدرك للحاكم ٣ : ١٧٩ ، واُسد الغابة ٢ : ٩ ، وتاريخ ابن كثير ٨ : ٣٣.
٢ ـ تذكرة الخواص : ٢٣٤ ، ونظم درر السمطين : ١٩٤ ، والاستيعاب ١ : ١٤٢.
٣ ـ تاريخ الاسلام للذهبي ٣ : ٥.
٤ ـ تذكرة الخواص : ٢٤٣.