ولم يسلم من جرح معاصره مالك بن أنس ، فقيل له : انّ محمّد بن إسحاق يقول : إعرضوا عليّ علم مالك فإنّي أنا بيطاره ، فقال : انظروا إلى دجال من الدجاجلة يقول : إعرضوا عليّ علمي (١).
وقد ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ودافع عنه فراجع ؛ قال ابن عدي في الكامل (٢) : ولو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلّا أنّه صرف الملوك عن كتب لا يحصل منها شيء ، فصرف أشغالهم حتى اشتغلوا بمغازي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومبتدأ الخلق ومبعث النبي صلىاللهعليهوسلم ، فهذه فضيلة لابن إسحاق سبق بها ، ثم بعده صنفه قوم آخرون ، ولم يبلغوا مبلغ ابن إسحاق فيه ، وقد فتشت أحاديثه الكثيرة فلم أجد في أحاديثه ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف ، وربما أخطأ أو وهم في شيء بعد الشيء ، كما يخطيء غيره ولم يتخلف عنه في الرواية عنه الثقات والأئمة وهو لا بأس به.
٢ ـ عبد الرزاق بن همام صاحب المصنف ( ت ٢١١ هـ ) ، قال ابن عدي : ولعبد الرزاق بن همام أصناف وحديث كثير ، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه ، ولم يروا بحديثه بأساً ، إلّا أنّهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى أحاديث غيرهم مما لم أذكره في كتابي هذا ، وأما في باب الصدق فأرجوا أن لا بأس به ، إلّا أنّه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير (٣).
أقول : ومن الغريب أن يقول ابن عدي ذلك ، وهو الذي روى لنا قول عبد الرزاق : الرافضي كافر (٤) ، وروى لنا قوله : لأفضّل الشيخين بتفضيل عليّ إياهما
_____________________
١ ـ المصدر نفسه ٦ : ١٠٦.
٢ ـ المصدر نفسه ٦ : ١١٢.
٣ ـ المصدر نفسه ٥ : ٣١٥.
٤ ـ المصدر نفسه ٥ : ٣١٢.