والنحو ، وعظ على المنبر أيام المقتفي ببغداد ، فأعجبه وخلع عليه ، وكان بهيّ المنظر ، حسن الوجه والشيبة ، صدوق اللهجة ، مليح العبارة ، واسع العلم ، كثير الخشوع والعبادة والتهجد ، لا يكون إلّا على وضوء ، أثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناء كثيراً ... ).
ولم نذكر باقي الترجمة لطولها ، كما لا نذكر ما قاله عنه ابن حجر في لسان الميزان (١) ، والسيوطي في بغية الوعاة (٢) ، والداودي في طبقات المفسرين (٣) ، فكلّهم أثنوا عليه ثناءاً عاطراً حسناً فراجع.
إذن فمن كان بهذه المثابة من الدين والعلم ، لا يتطرق إليه الريب في حكايته ما وجده في كتاب معارف القتبي ـ كما سماه ـ من زحم قنفذ وسقوط المحسن.
ويزيدنا إيماناً بصحة ما حكاه ذلك الشيخ الجليل ، أنّ الحافظ الكنجي الشافعي (٤) صاحب كتاب ( كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ) قد أكّد خبر الإسقاط نقلاً عن ابن قتيبة فقال : ( وهذا ـ الإسقاط ـ شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلّا عند ابن قتيبة ).
ولمّا لم يذكر الحافظ الكنجي اسم الكتاب الذي ذكر فيه ابن قتيبة ذلك ، كان من المرجح عندي هو كتاب ( المعارف ) الذي سبق للحافظ ابن شهرآشوب النقل عنه.
_____________________
١ ـ لسان الميزان ٥ : ٣١٠.
٢ ـ بغية الوعاة : ٧٧.
٣ ـ طبقات المفسرين ٢ : ٢١٠.
٤ ـ لمزيد من المعرفة بالحافظ الكنجي الشافعي تحسن مراجعة مقدمة كتابه ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) لمحمد مهدي الخرسان ، فهي مقدمة ضافية ، كما في طبعة النجف بمطبعة النعمان ، وأوفى منها في طبعة بيروت منشورات دار الهادي.