أستطيع
أن أنفع القارئ بشيء عن ذلك ، يُلقي الضوء على مخبئات الدسّ الذي جاء متراكماً في كثير من المصادر حول هذا الحديث المزعوم. وبالتالي فـ ( هَـٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ
لِلْمُتَّقِينَ ) (١). وقبل الخوض في الحديث
سنداً ومتناً ودلالةً ، أودّ تنبيه القارئ على أمرٍ هو من الخطورة بمكان ، وذلك هو تسرّب الحديث على علّاته وسماته إلى المصادر الشيعية نقلاً عن المصادر السنّية ، وفي غفلة عمّا فيه من هنات ، وإلى القارئ أسماء تلك المصادر : المصادر الشيعية التي
تسرّب إليها الحديث المزعوم : ١ ـ
صحيفة الإمام الرضا عليهالسلام ، والحديث عنها مذكور في عيون أخبار الرضا عليهالسلام (٢) ، وفي مستدرك الوسائل (٣)
إسناده عن عليّ بن الحسين قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : قبّلت جدتك فاطمة عليهاالسلام بالحسن والحسين عليهماالسلام ، فلما ولد الحسن عليهالسلام جاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : يا أسماء هاتي ابني ، فدفعته إليه في خرقة صفراء ، فرمى بها النبي صلىاللهعليهوسلم وقال : يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء ، فلففته في خرقة بيضاء فدفعته إليه ، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى. ثم قال لعلي عليهالسلام : بأيّ شيء سمّيت ابني هذا ؟ ، قال عليّ عليهالسلام : ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله ـ وقد كنت أحب أسميه حرباً ـ فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : وأنا لا أسبق باسمه ربي عزوجل ، فهبط جبرئيل وقال : العليّ الأعلى
يقرؤك السلام ويقول : عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك ، فسمّ ابنك هذا بابن هارون ، _____________________ ١
ـ آل عمران : ١٣٨. ٢
ـ عيون أخبار الرضا ٢ : ٢٥. ٣
ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢١.