ميراثهما من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهما حينئذٍ يطلبان أرضه من فدك ، وسهمه من خيبر ، فقال لهم أبو بكر : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لا نورّث ، ما تركنا صدقة ، إنّما يأكل آل محمد في هذا المال ، وإنّي والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصنعه فيه إلا صنعته.
أقول : لقد مرّ هذا الحديث عن المصنف لعبد الرزاق فراجع ( تاسعاً ) ستجد زيادة طويلة بترها أحمد ولم ينقلها ، ومما جاء في تلك الزيادة « قال : فهجرته فاطمة فلم تكلّمه في ذلك حتى ماتت ، فدفنها عليّ ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر ، قالت عائشة : وكان لعلي من الناس حياة فاطمة حبوة ، فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عنه ، فمكثت فاطمة ستة أشهر بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم توفيت. قال معمر : فقال رجل للزهري : فلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال : لا ، ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي ....
إلى غير ذلك ممّا مرّ لفظه نقلاً عن المصنف ، وهو كلام كثير يتضمن كيف بايع الإمام ، وتحت طائلة الضغط الاجتماعي ، وقد نبّهت هناك على ما صنعه أحمد والبخاري في اختصار هذا الحديث اختصاراً مهيناً ومشيناً فراجع ، على أنّ تخريج أحمد للحديث هنا في مسند أبي بكر لروايته لا نورّث ، فهو أشبه بمسند عائشة منه بمسند أبي بكر ، فلاحظ.
النص الثاني : أخرج في المسند (١) ، فقال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة [ قال عبد الله : وسمعته من عبد الله بن أبي شيبة ] قال : حدّثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع ، عن أبي الطفيل قال : لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرسلت فاطمة إلى أبي بكر : أنت ورثت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أم أهله ؟
قال : فقال : لا ، بل أهله ، قالت : فأين سهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ؟ قال : فقال أبو بكر : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إنّ الله عزوجل إذا أطعم نبياً طعمة ثم قبضه جعله للذي
_____________________
١ ـ المسند ١ : ٢٨ ، برقم : ١٤.