مرّتين ؟! فمتى كان خليفة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ وإذا كان كذلك فلماذا لم يحتج أبو بكر بذلك في السقيفة ؟ ولكن ليس عصيّاً الافتعال ما دام مبعثه الانفعال وتغيير حقيقة الحال.
٣ ـ جاء في الخبر أنّ أبا بكر قرر سعد بن عبادة على سماعه من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : ( الناس تبع لقريش برهم لبرهم وفاجرهم لفاجرهم ). صدّقه سعد على ذلك ، فقال : صدقت فنحن الوزراء وأنتم الأمراء ، وبهذا طوى بساط البحث ، وبكلمة انتهت المسألة ، فقال عمر : ابسط يدك يا أبا بكر لأبايعك ، وهنا أيضاً وقفة تستدعي التنبيه وتسترعي الانتباه.
٤ ـ جاء في الخبر أنّ عمر قال لأبي بكر : ابسط يدك لأبايعك ، فقال أبو بكر : بل أنت يا عمر ، فأنت أقوى لها منّي ، قال الراوي : وكان عمر أشد الرجلين .. وكان كل واحد منهما يريد صاحبه يفتح يده يضرب عليها ، ففتح عمر يد أبي بكر وقال : إنّ لك قوتي مع قوتك ، قال : فبايع الناس ....
وهذه مهزلة المسألة ، ومعظلة المشكلة ، خلافة المسلمين يتبارى الشيخان في تعاطيها أحدهما للآخر ، والمسلمون ينتظرون الفائز ليبايعوه ، وتغيب عن الخبر ، بل غيّب الراوي ذكر ما جرى في السقيفة من تنازع بين الأنصار وأبي بكر حول تعيين الخليفة ، فلا تهديد : أنا جذيلها المحك وعذيقها المرجّب ، ولا : أعيدوها جذعة ، ولا ولا ، وكأنّ الإجماع تمّ لأبي بكر في هذا الخبر ببيعة عمر له بعد مرادة دون مشادة ، وهذا من لعب الهوى وشطط الخيال.
وقد ذكر الطبري خبر السقيفة بعد هذا الخبر برواية عمر نفسه ، وفيه قول عمر : فلا يغرّنّ امرئٌ أن يقول : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فقد كانت كذلك ، غير أنّ الله وقى شرها.
ثم سرد خبر السقيفة
وما جرى فيها ، وقد سبق أن ذكرنا الخبر برواية البخاري وغيره فراجع ، فلا حاجة بنا إلى إعادته ، كما لا حاجة بنا إلى ذكر ما ساقه من