ومهما يكن حالهم فلسنا بصددهم ، وإنّما الذي يهمنا أن نقوله : إنّ جميع الأسانيد في الحديث في جميع المصادر تنتهي إلى أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ ، ومرّت بنا كلمة الشافعي وغيره ، فلا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يحتج بالحديث المذكور ، وكذلك بالنسبة إلى الحديث الثاني الذي رواه أبو إسحاق مرسلاً.
بقى هنا شيء يجب أن ننبه عليه ، هو ما جاء مرسلاً عن سالم بن أبي الجعد ، قال عليّ : كنت رجلاً أحبّ الحرب ، فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حرباً ، فسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسن ، قال : فلما ولد الحسين فهممت أن أسميه حرباً لأنّي كنت أحبّ الحرب ، وسماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسين ، وقال : إنّي سميت ابنيّ هذين باسمي ابني هارون شبراً وشبيراً.
وهذا الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات (١) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (٢) ، والطبراني في المعجم الكبير (٣) ، ولمّا كان مرسلاً فلا حاجة إلى عطف النظر إلى رجال السند فيه.
كما لا حاجة إلى البحث عن أبي غسان الراوي للحديث مرسلاً عن عليّ عليهالسلام كما في المصدر الثاني عشر ، فلا تغني معرفة حاله ، مع جهالة الراوي عنهم من رجاله ، وهذا هو المصدر الوحيد الذي ذكرته وصاحبه من غير أهل السنة ، كما أنّه ليس من الشيعة الإمامية ، بل هو من الإسماعيلية ، وإنّما ذكرته للتنبيه على تسرّب حديث الاكتناء بأبي حرب في التراث الإسلامي ، دون الالتفات إلى ما فيه من هناة.
_____________________
١ ـ طبقات ابن سعد : ٢٣٩.
٢ ـ مجمع الزوائد ٨ : ٥٢.
٣ ـ المعجم الكبير ٣ : ٩٧.