النص الثالث (١) : عن الشعبي قال : لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها ، فقال علي : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحب أن آذن له ؟ قال : نعم : فأذنت له ، فدخل عليها يترضاها ، وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت. ( ق ) (٢) وقال : هذا مرسل حسن باسناد صحيح.
أقول : لو أغمضنا النظر عن الإرسال وعن زعم صحة الإسناد ، فالخبر ليس فيه ما يشعر برضى فاطمة عليهاالسلام عن أبي بكر ، فنبقى نحن وحديث عائشة في البخاري في أواخر باب غزوة خيبر (٣) كما مرّ في النص الثاني : ( ... فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلّمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر ).
النص الرابع (٤) : قال القاسم بن محمد ـ وهذا هو ابن أخ عائشة ـ : إن النبي صلىاللهعليهوسلم لما توفي اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة ، فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ابن الجراح ، فقام حباب بن المنذر ـ وكان بدرياً ـ فقال : منّا أمير ومنكم أمير ، فإنّا والله ما ننفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط ، ولكنّا نخاف أن يليه أقوام قتلنا آباءهم واخوتهم ، فقال له عمر : إذا كان ذلك فمت إن استطعت ، فتكلم أبو بكر فقال : نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، وهذا الأمر بيننا وبينكم نصفين كقدّ الأبلمة ـ يعني الخوصة ـ ....
فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسّم بين الناس قسماً ، فبعث إلى عجوز من بني النجار من بني عدي بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت ، فقالت : ما هذا ؟ قال :
_____________________
١ ـ كنز العمّال ٥ : ٣٥١ ، برقم : ٢٢٨٨.
٢ ـ سنن ابن ماجة.
٣ ـ صحيح البخاري ٥ : ١٣٩.
٤ ـ كنز العمّال ٥ : ٣٥٢ ، برقم : ٢٢٩٠.