ثم ولّاه الشام وبقى إلى عهد عمر ، ونحيل القارئ الى كتاب ( علي إمام البررة ) (١) لمعرفة المزيد من حال معاذ أيام حكومة أبي بكر وعمر ، ومدى ما وصلت إليه مكانته عندهما حتى تمنّى عمر عند موته لو كان حياً لاستخلفه ، مع علمه بأنه من الأنصار ، وكان تمنّيه في غير موقعه بعد أن احتج هو وصاحبه أنّ الأمر في قريش ، وأنّ العرب لا ترضى أن تولي من غير قريش عليها.
وكذلك كان أمر أبي بكر مع أبي سفيان الذي كان أرسله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جابياً للصدقات ، ولما عاد بعد موت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسمع بتولي أبي بكر الخلافة قال : إنّي لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم ، قال : فكلم عمر أبا بكر فقال : إنّ أبا سفيان قد قدم ، وإنّا لا نأمن شرّه ، فدفع له ما في يده فتركه فرضي (٢).
النص الخامس (٣) : عن عروة أن أبا بكر خطب يوماً فجاء الحسن فصعد إليه المنبر فقال : إنزل عن منبر أبي ، فقال علي : إنّ هذا شيء من غير ملأ منّا ( ابن سعد ).
النص السادس (٤) : عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال : جاء الحسن بن علي إلى أبي بكر وهو على منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : انزل عن مجلس أبي ، قال : صدقت إنّه مجلس أبيك ، وأجلسه في حجره وبكى ، فقال علي : والله ما هذا عن أمري ، فقال : صدقت والله ما اتهمتك ( أبو نعيم والجابري في جزئه ).
أقول : وهذا الخبر وإن اختلف رواته وتفاوتت ألفاظه ، غير أنه يكشف للقارئ ثمة شعور بالسخط لتولي أبي بكر الخلافة لدى أهل البيت صغيرهم وكبيرهم.
_____________________
١ ـ علي إمام البررة ٣ : ٢٥٣ ـ ٢٥٩.
٢ ـ شرح النهج لابن أبي الحديد ٢ : ٤٤.
٣ ـ كنز العمّال ٥ : ٣٥٩ ، برقم : ٢٣٠١.
٤ ـ كنز العمّال ٥ : ٣٥٩ ، برقم : ٢٣٠٢.