وطلحة ، والزبير ، وهؤلاء هم الذين جعل لهم حديث العشرة المبشرة ، ومع ما ذكر لهم وفيهم فقد أمرهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخرجوا في جيش أسامة ، ولعن من تخلف عن جيش أسامة ، ومع ذلك فقد تخلفوا حتى مات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ج ـ وقرأنا انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما رأى تقاعس القوم عن الخروج في الجيش ، أراد أن يكتب لامته بمحضر من المهاجرين والأنصار في حجرته ، كتاباً لن يضلّوا من بعده ، فاستدعى بدواة وكتف ، فبادره عمر بكلمته النابية ، « انّه يهجر ، حسبنا كتاب الله » فكانت الرزية كل الرزية ـ كما قال ابن عباس ـ ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين ذلك الكتاب.
د ـ وقرأنا أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما مات ، اشتغل أهل بيته علي ومن معه بغسله وتجهيزه ، وذهب سراعاً أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح إلى سقيفة بن ساعدة ، ولم يحضروا الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا دفنه.
هـ ـ وقرأنا بأنه بايع عمر وأبو عبيدة أبا بكر بالخلافة ، وتابعه بعض الأنصار على ذلك ، ثم اتوا إلى المسجد يطلبون مبايعة الناس لأبي بكر.
و ـ وقرأنا أنّ علياً عليهالسلام وجميع بني هاشم ومعهم الزبير وجماعة من الصحابة ممن يوالون علياً عليهالسلام أبوا أن يبايعوا ، فكانوا يجتمعون عند الإمام في بيته ، كما عن الطبري وغيره.
ز ـ وقرأنا أنّ أبا بكر أمر عمر بأن يأتيه بالإمام ومن معه بأعنف العنف ـ كما في رواية البلاذري ـ ليبايع ، فأتاه عمر ومعه لفيف من الأعوان ومعهم الحطب ، فهدد عمر باحراق البيت على من فيه إن لم يخرجوا ، فقيل له : إن في الدار فاطمة ، قال : وإن ـ كما عن ابن قتيبة ـ ثم هجموا على البتولة دارها ، وهي تمانعهم عند الباب ، فزحموها حتى أسقطت جنينها المحسن ، وهي تصيح : « يا أبتاه ماذا لقينا بعدك من ابن أبي قحافة وابن الخطاب ».