هذا قول عائشة لكن أباها أبا بكر أبى تصديق فاطمة عليهاالسلام حين طالبته بفدك بل وطالبها بالبينة.
روى البلاذري في فتوح البلدان (١) : إنّ فاطمة رضياللهعنها قالت لأبي بكر الصديق : أعطني فَدَك فقد جعلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم لي ، فسألها البينة ، فجاءت بأم أيمن ورباح مولى النبي صلىاللهعليهوسلم فشهدا لها بذلك ، فقال : إن هذا الأمر لا تجوز فيه إلّا شهادة رجل ( وامرأتين ).
فعش رجباً ترى عجباً ، فاطمة الزهراء بضعة رسول الله صلىاللهعليهوسلم المطهرة المعصومة بنص آية التطهير ، لم يصدّقها أبو بكر ، وقالوا عنه انه الصديق لأنه صدّق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وها هو يغتصب من ابنته فدكاً نحلتها من أبيها ثم يطالبها بالبينة ، فمن هو الكاذب والصادق ؟ عائشة أم أبوها ؟ ومن هو المحق ؟ ومن هو المبطل ؟
ولا نبتعد عن الجواب إذ لا نجانب الصواب ، ما دامت عائشة تشهد على أبيها بما يدينه وهو من عجائب العجاب.
فقد روى أحمد في مسنده (٢) بسنده عن عروة بن الزبير أنّ عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم أخبرته : أنّ فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلىاللهعليهوسلم مما أفاء الله عليه ، فقال لها أبو بكر : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لا نورّث ، ما تركنا صدقة ، فغضبت فاطمة فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ، قال : وعاشت بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر.
والآن هل لسائل أن يقول لأبي بكر ومن شايعه : ما دمت لا تعترف لفاطمة عليهاالسلام بالعصمة والطهارة ، وسألتها البينة ، وأتتك بمن أتتك فلم تقبل منها ، هلّا قضيت كما كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قضى بشاهد ويمين كما في حديث ابن عباس في أول كتاب الأقضية من صحيح مسلم ؟
_____________________
١ ـ فتوح البلدان للبلاذري ١ : ٣٤ ـ ٣٥.
٢ ـ مسند أحمد ١ : ٣٤ ، ح ٢٥.