في نقده ، وعادلاً في توزيع حقده ، فيصبّ ثمالة جام غضبه على الذين ذكروا ذلك من أصحاب مذهبه ، فإن يك ما ذكروه كذباً فعليهم وزر ما رووه ، وإن يك صدقاً ، فوزر ذلك على الذين اقترفوه.
ألم يذكر عبد القادر البغدادي الأشعري في كتابه ( الفرق بين الفرق ) (١) عن النظام المعتزلي ذلك ؟ وليسا هما من الرافضة ؟
ألم يذكر ذلك المقريزي ـ وهو سنّي ـ في كتابه الخطط (٢) ، فهل هو من الرافضة ؟
ألم يذكر ذلك الشهرستاني ـ وهو سنّي متعصب على الشيعة ـ في كتابه الملل والنحل ، كما تقدم في النصوص ؟ فهل هو من الرافضة ؟
ألم يذكر ذلك الصفدي ـ وهو من مؤرخي السنّة ـ في كتابه الوافي بالوفيات كما تقدم في النصوص ، فهل هو من الرافضة ؟
أليس هؤلاء جميعاً نقلوا ما قاله إبراهيم النظام المعتزلي البغدادي ، تلميذ الجاحظ المعتزلي البصري ، فقال : انّ عمر ضرب بطن فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى ألقت المحسن من بطنها ، وكان يصيح أحرقوا الدار بمن فيها ، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين ... راجع نص الشهرستاني فيما تقدم من النصوص.
ألم يذكر الذهبي السنّي العتيد العنيد في ميزان الاعتدال (٣) ، في ترجمة أبي دارم عنه ... أنّ عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن. فهل على الرافضة من وزر لو قالوا ما رواه هؤلاء ؟
_____________________
١ ـ الفرق بين الفرق : ١٤٠ ـ ١٤١.
٢ ـ الخطط للمقريزي ٢ : ٣٤٦.
٣ ـ ميزان الاعتدال ١ : ١٣٩.