وقال (١) : إنّ سبب بناء مشهد النقطة هو أن الرأس لما وصلوا به إلى هذا الجبل ، وضعوه على الأرض فقطرت منه قطرة فوق صخر بني عليها الحلبيون هذا المشهد وسمّي مشهد النقطة ، ولعل هذه الصخرة نقلت من هذا المشهد بعد خرابه إلى محراب مشهد الحسين فبني عليها.
وقال أيضاً (٢) : فأما مشهد محسن فيعرف بمشهد الدكة ومشهد الطرح ، وهو غربي حلب ، سمي بهذا لأنّ سيف الدولة حمدان كان له دكة على الجبل المطل على موضع المشهد يجلس عليها لينظر حلبة السباق ، فإنّها كانت تقام بين يديه هناك.
وعن تاريخ ابن أبي طي : أنّ مشهد الدكة ظهر في سنة ٣٥١ ، وأنّ سبب ظهوره هو أنّ سيف الدولة كان في احدى مناظره التي بداره خارج المدينة ، فرآى نوراً ينزل على مكان المشهد ، وتكرر ذلك فركب بنفسه إلى ذلك المكان ، وحفره فوجد حجراً عليه كتابة : ( هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ) فجمع سيف الدولة العلويين وسألهم ، هل كان للحسين عليهالسلام ولد اسمه المحسن ، فقال بعضهم ما بلغنا ذلك ، وإنّما بلغنا أنّ فاطمة كانت حاملاً ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوسلم : في بطنك محسن ، فلما كان يوم البيعة هجموا على بيتها لإخراج علي إلى البيعة فأخرجت ، وفي صحة هذا نظر (٣) ، وقال بعضهم ـ بعض العلويين ـ : انّ سبي نساء الحسين لما مروا بهنّ على هذا المكان طرحت بعض نسائه هذا الولد.
_____________________
١ ـ المصدر نفسه ٢ : ٢٨٢.
٢ ـ المصدر نفسه ٢ : ٢٧٨ و ٢٨٩.
٣ ـ المراد بالتنظر في صحة هذا بعدما جاء السؤال عنه وهو هل للحسين ولد اسمه المحسن ، فأجاب العلويين في صحة هذا نظر ، فلا يتوهم أن التنظر في إسقاط فاطمة عليهاالسلام حملها المحسن ، كيف يكون ذلك وقد مرّت مصادر ذلك ، ولا يعقل أن ذلك المجيب من بعض العلويين لم يعلم ذلك.