بالفشل » (١).
ومنذ القرن التاسع عشر سعى الرأسماليون الى ربط المدرسة بعجلة النظام السياسي والاجتماعي لحل المشاكل الاجتماعية التي يواجهها الافراد في القارة الجديدة. فسعت المدرسة الى صهر الجاليات المهاجرة عن طريق تركيز اسس ومفاهيم القومية الجديدة للعالم الجديد ، وهي اللغة والتاريخ ، وتركت تعليم الدين للكنيسة. وسعت ايضاً الى تعليم ابناء الهنود الحمر اللغة الانكليزية ولكنها تركت تنصيرهم للكنيسة ايضاً اما العبيد فقد تولت الكنيسة تنصيرهم لاحقاً ، ولكن المدرسة لم تبذل جهداً في تعليمهم لان النظام الرأسمالي كان يستشعر خطرا كامناً في تعليم الزنوج باعتبار ان العلم قد يحرر الانسان من قيود العبودية.
وفي منتصف القرن العشرين بدأ النظام السياسي حملته ضد الفقر عن طريق المدارس ، مدعياً ان تبديل نظرة الفقراء السلبية تجاه الدولة والمجتمع والثقافة ستحل مشكلة الفقر في النظام الرأسمالي. ولكن بعد اقل من نصف قرن من الزمان ، اقر النظام بفشل الحملة المدرسية لمكافحة الفقر ، ملمّحاً الى ان قضية الفقر تتعلق بالعدالة الاجتماعية في النظام الرأسمالي اكثر من تعلقها بالنظام التعليمي.
وفي محاولة منها لربط المدرسة بالمشاكل الاجتماعية ، قامت المؤسسة التعليمية الرأسمالية ايضاً بتغيير المناهج المدرسية بشكل مستمر ، بهدف المساهمة في حل المشاكل الاجتماعية. فعندما واجه المجتمع الرأسمالي ثورة الشباب للتعبير الصريح عن الشهوة الحيوانية بين الجنسين في العقد السادس
__________________
(١) المذاكرات الشخصية ص ١٥٠.