من القرن العشرين ، اضطر النظام التعليمي الى تغيير مناهجه التعليمية وذلك بوضع دروس جديدة سميت بثقافة التغشي بين الذكور والاناث ، كان هدفها التقليل من الآثار الاجتماعية الخطيرة التي سببها النظام الاباحي بين الطلبة. وبعدها بعقدين اضطر النظام ادخال دروس جديدة اخرى حول الادمان على المخدرات والكحول وضررها على المجتمع.
وقد فشلت هذه الحملات الاصلاحية المتوالية ، لتلك الفترة الطويلة ، لاسباب مختلفة منها : ان هذه الاجراءات لم يرد منها اصلا حل المشكلة الاجتماعية بل انما فرضت لاسباب انتخابية وسياسية بحتة ، لان مجالس ادارات المدارس الحكومية ، وهي الهيئات المسؤلة عن المناهج الدراسية ، يتم تشكيلها عن طريق الانتخابات. ومنها : ان مشكلة التعليم مرتبطة بمشكلة انعدام العدالة الاجتماعية. فلو افترضنا جدلا صدق القائمين على حل مشكلة التعليم ، أليس من الواضح لكل ذي بصيرة ان هذه الحلول الجزئية المفترضة ، تعجز عن معالجة المشكلة الاساسية ، فكيف ينفع الاصلاح اليسير لجدار متصدع ما لم يهدم وينشأ بدله جدار جديد قوي ؟ ومنها : ان استقلال النظام التعليمي عن النظام الاخلاقي الديني ، جعل المدرسة مسرحا لمختلف الاتجاهات الفكرية البعيدة عن الاعراف الخلقية المتفق عليها اجتماعيا.
وعلى صعيد سيطرة الادارة المحلية على توجيه شؤون المدرسة فان النظام الرأسمالي الامريكي تميز عن غيره من الانظمة التعليمية بهذه الخصلة ، باعتبار ان المدرسة ومشاكلها تهمّ المحلة وابنائها بشكل اساسي مباشر ، وان المدرسة انما اسست لخدمة افراد المحلة وادارتها. وعلى هذا