على نفس الارض ويدافعون عن نفس الدولة ويحتمون بنفس النظام.
وكما ان الاقتصاد الرأسمالي يشجع الافراد على المنافسة الاقتصادية باعتبار ان مردودها ينفع الفرد والمجتمع على حد سواء ، كذلك يشجع على المنافسة في النظام التعليمي الرأسمالي. فاستخدام نظام الدرجات يشجع الطلبة على التنافس من اجل الحصول على اعلى المستويات الاكاديمية. حيث يفوز المنتصر في عملية التنافس بجائزته النهائية ، وهي موقع متميز في النظام الاجتماعي ، بينما ينحرف الخاسر تدريجيا عن سير النظام التعليمي ، ليلتحق باقرانه من الخاسرين من افراد الطبقة العاملة الفقيرة !
واذا كانت المنافسة تساعد الطالب على نيل اعلى الدرجات في النظام التعليمي الرأسمالي ، فان التعاون بين الطلبة لحل المسائل المعقدة يعتبر نوعاً من الغش ، لان الطالب ، حسب النظرة الرأسمالية ، يجب ان يتحمل المسؤولية الفردية في التعليم والتحصيل وحل المشاكل وفهم مستعصيات العلوم ، ومسؤولية المدرس تبيين وتوضيح وتحديد الخط الذي ينبغي ان يسير عليه الطالب ، وما وراء ذلك فهو مسؤولية التلميذ الشخصية.
وهذا التركيز على المنافسة في النظام التعليمي الرأسمالي لم يأت اعتباطا ، بل ان رواد الفكرة الرأسمالية يرون ان تعليم الاطفال وتدريبهم على المنافسة في المجال التعليمي سيؤهلهم لاحقاً للمنافسة الاقتصادية في المجتمع الرأسمالي. ولكن هذه المنافسة من اجل الحصول على درجات جيدة تدل على خلل اساسي في النظام التعليمي الرأسمالي ، ذلك ان المدرسة هدفها غرس العلم في اذهان التلاميذ ، وليس الحصول على الدرجات ، لان الدرجات لا تمثل الا رمزاً متعارفاً لكمية فهم الموضوع. ولو كان الاصل من