وعنه عليهالسلام : « لا والله ، لا يكون المؤمن مؤمناً أبداً حتى يكون لأخيه مثل الجسد ، إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه » (٣).
وهذا الشعور بالوحدة الإيمانية له قيمته الكبرى في قيام الجماعة شعورياً ، إذا كان سدّ الحاجة له قيمته في قيامها عملياً ، وما أراد الإسلام بالتكافل مجرّد سدّ الخلة ، ومسك البطن ، وتلافي الحاجة وحسب ، بل أراده تهذيباً وتزكية وتطهيراً لنفس المعطي ، وتأجيج مشاعره الإنسانية تجاه اُخوته المعوزين والفقراء ، وتذكيره بنعمة الله عليه ، فإذا أعطى المحسن من ماله شيئاً فإنما من مال الله أعطى ، وإذا أسلف حسنة فإنما هي قرض لله يضاعفه له أضعافاً كثيرة. وليس المحروم الآخذ إلا أداة وسببا لينال المعطي الواهب أضعاف ما أعطى من مال الله.
إن إشاعة هذه الآداب ، كان من الضرورة بمكان حتى لا يستعلي معط ولا يتخاذل آخذ ، فكلاهما آكل من رزق الله.
ومما لا يدانيه شك أن قوام الحياة في النظام الإسلامي هو العمل بكل صنوفه وألوانه ، وعلى الدولة المسلمة أن توفر العمل لكل قادر عليه حتى لا يتكل المسلم على نظام التكافل ويقف مكتوف اليدين يستعطي المحسنين.
________________
(٣) كتاب المؤمن / الحسين بن سعيد : ٣٩ ، مدرسة الإمام المهدي ـ قم ، ط ١ / ١٤٠٤ ه.