ونفس المقياس يستخدمه الإمام الصادق عليهالسلام وينصح شيعته بالتزامه ، قال : « اختبروا اخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلاّ فاعزب ثمّ اعزب ، محافظة على الصلوات في مواقيتها ، والبرّ بالإخوان في العسر واليسر » (١).
أراد أئمتنا : ـ بذلك ـ من شيعتهم أن يرتقوا إلى مستوى إيماني رفيع يقرن العبادة والمحافظة عليها بالمعاملة الحسنة من أجل بناء محيط اجتماعي سليم.
وبذلك يظهر بأن الإيمان الكامل لا يتحقق على نحو مثالي إلا بالتكافل ، وكلما تكاتف الفرد المسلم مع إخوانه وتعاون معهم ، كلما ارتقى إلى مدارج إيمانية عالية.
لقد سبق أئمتنا : علماء الاجتماع في الدعوة إلى تقوية الأواصر الاجتماعية لدى الناس ، وقد ثبت أن ذلك يؤدي إلى ارتقاء الإنسان ، لذلك حثوا شيعتهم على تحقيق أعلىٰ درجة من الاندماج والتعاون ، عن محمد بن عجلان ، قال : كنتُ عند أبي عبدالله عليهالسلام ، فدخل رجل فسلّم ، فسأله عليهالسلام : « كيف من خلّفت من اخوانك ؟ قال : فأحسن الثناء وزكى وأطرى ، فقال له : كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم ؟ فقال : قليلة ، قال عليهالسلام : وكيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم ؟ قال : قليلة ، قال : فكيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم ؟ فقال : إنّك لتذكر أخلاقا قلّما هي فيمن عندنا ، قال عليهالسلام : فكيف
________________
(١) أصول الكافي ٢ : ٦٧٢ / ٧ باب النوادر من كتاب العشرة.